أربعة زهرات شابات في عمر الورود تألقن بأمسية قصصية حملت عنوان: "حروف بعطر الأمس"، رأيت في ألق أرواحن "حروف بعطر الغد"، فتألقت الشابات سمر الزعبي، تبارك الياسين، روان عبد الله، ميساء الخضير، وسردن للحضور بعض من قصصهن وبوح أرواحهن.
شابات في بدايات الطريق ولكن فيهن أمل للتطور والرقي والابداع إن اهتممن أكثر بالقراءة والمتابعة واستمعن لملاحظات من لهم/ن خبرة أكثر في مجال القصة، فطريق الكتابة والإبداع ليس مفروشا بالورود، وأرض الإبداع تحتاج العناية والري والإهتمام كي تعطي ثمارها.
أمسية جميلة من نشاطات البيت العربي الثقافي في رحاب مجمع بيت الثقافة والفنون، قامت بعرافته الألقة فاتن أبو شرخ ونسقت له الرقيقة ختام الحلبي، وشارك بالمناقشات والمداخلات العديد من الحضور منهم الدكتور فادي المواج الذي أبدى ملاحظات نقدية قيمة على النصوص، كما قدم الشاعر الجميل محمد دلة ملاحظات أثارت توفز البعض، وتحدث الكاتب عبد الكريم حمادة، كما شارك العديد ممن لا أعرف أسماؤهم بالمناقشات بعد الأمسية، وبشكل عام كانت ملاحظات لها قيمتها ولها دور بتوجيه القاصات الشابات لبعض النقاط المهمة.
وأنا أهمس أن أي عمل إبداعي يولد ميتا ويأتي القارئ ليحييه، وبالتالي لا يجوز التأثر السلبي تجاه أي ملاحظات، لكن بالمقابل أهمس أيضا: أن أي عمل إبداعي ليس خارج إطار النقد، فهو ليس الكتاب المقدس المنزل من السماء، لكن ما قدمته الزهرات الشابات فيه مساحات واسعة من الجمال النسبي، فجميل أن نتجه للجماليات ونتحدث عنها، ونشير لنقاط الضعف والهنات بهدوء من أجل الإفادة، فالناقد الحقيقي من يتلمس الجمال أولا ويتذوقه، وبشير للهنات ونقاط الضعف بهدوء كما يرمي على من يحب وردة جميلة بلطف، وليس من النقاد من يأتي حاملا أدوات التحطيم والتكسير لتحطيم أي عمل إبداعي بسبب بعض الهنات ونقاط الضعف، وليس من النقاد من يحيل النقد سلاح يريد أن يحطم به صاحب العمل الإبداعي.
في نهاية الأمسية قدم الشاعر ورئيس منتدى البيت العربي الثقافي، ونائب الرئيس في مجمع بيت الثقافة والفنون الأستاذ صالح الجعافرة شهادات التقدير للقاصات الشابات وللسيدة فاتن أبو شرخ مقدمة وعريفة الحفل والشابة ختام الحلبي منسقة الأمسية، فنثر الفرح في فضاء القاصات والحضور.
بقلم/ زياد جيوسي