بسم الله الرحمن الرحيم
الفكرة الطاهرة هي الإيمان المطلق بالوطن والانتصار له ، والدفاع عن الحق والحقيقة ومواجهة الظلم بإرادة صلبة وتحدي ، وتسخير كل الامكانيات والطاقات وكل ما نملك لأجل الفكرة وتوسعها وانتشارها وإقناع البسطاء والفقراء وعامة الشعب أننا معهم وسندا لهم وندافع عن حقوقهم ، وأن معاناتهم وآلامهم هي معاناتنا وآلامنا ، وأننا مثلهم نعيش حياتهم ووجعهم ، وأننا منهم ولهم والأقرب لهم والأحرص عليهم وعلي مصالحهم وحقوقهم ،
هذا هو المفروض والواجب ، فكلما اقتنع الناس وشعر البسطاء من غالبية شعبنا أن الفكرة واقع يمثلهم عملا ونهجا وثقافة وأداء زاد التفاف الجماهير حول الفكرة تحميها وتحتضنها وتدافع عنها بكل قوة وإرادة رغم كل الألم والوجع ،
تزداد قناعة ووفاء الناس بالفكرة كلما أمنوا بها وبمن يحملها وبمصداقيتها وبأدواتها وبأنها فكرتهم وتعبر عنهم وقريبة من بساطتهم وإنسانيتهم وحقوقهم ،
وحين تقف الفكرة مع مطالب الناس ضد الانتهازيين واللصوص وسماسرة السياسة وتجار الوطن والدين ، وتقف مع المظلومين والبسطاء ،تزداد الشدائد وتتكاثر الهجمات والضربات لمحاربة الفكرة وإيذاء المؤمنون ، فيقف الناس كافة مع الفكرة ويدافعون عنها لأنهم تيقنوا وأمنوا أنهم يدافعون عن أنفسهم وعن فكرتهم وحقوقهم وقناعاتهم الوطنية ،
وحينما تنتهي الشدائد ويظن الانتهازيون والمتسلقون ، أن وقت الأزمات انتهي وأنه حان وقت حصادهم ، فيخرجون ليركبوا الموجة ويسرقوا جهد البدايات والتضحيات ، حينها يتم سرقة الفكرة والنيل من طهارتها ، وحرفها عن مسارها ليحولها المتسلقين والمستجدين الي بيارة خاصة بهم ومزرعة وحاشية واسترزاق ، حينها تكن الكارثة ، بانسحاب الأوفياء من هذا العبث للحفاظ علي طهارتهم ورفضهم التلوث والتوافق مع اللصوص سارقي الفكرة العابثين ، فتتوه الفكرة ويتذمر منها الناس ويتم سرقة الفكرة من الميدان وسجنها في مكاتب فخمة وإقصاء المناضلين والثائرين واستبدالهم بشلة انتهازية من الموظفين والمستفيدين والسحيجة والهتيفة والمصفقين المزاحمين علي تمرير مصالحهم واسترزاقهم ،
فتتوه وتضيع الفكرة بين التجار والسماسرة الكبار مستثمري جهد وتضحيات البسطاء وبين سحيجتهم وموظفيهم ونثرياتهم وموازناتهم ومكاتبهم وبرستيجهم ، فينفض الناس من حول الفكرة حين يتيقنون أنها ليس هي الفكرة التي أمنوا بها وضحوا لأجلها ، فتخسر الفكرة أصولها وأساسها وينفض الأوفياء والأطهار عنها كي يحافظوا علي طهارة ونقاء إيمانهم بالوطن ،
فالأوفياء والمناضلين والثائرين أمنوا بفكرة وطن وثورة واستنهاض وانتصار للفقراء وللشعب والقضية ، وليس لأجل شلة من السماسرة المستغلين للوطن وآلام الناس ليتسلقوا وينالوا الامتيازات علي حساب تضحيات ومعاناة الناس ،
وستبقي الفكرة الطاهرة نبضا بقلوب الأحرار والأوفياء ، وليذهب المتسلقون والانتهازيون والقادة الجدد الي مكاتبهم ومرافقيهم وسحيجتهم وامتيازاتهم وكذبهم ودجلهم بعيدا ،
ليتها تعود الشدائد لتنقي الصفوف وتميز النفوس وتكشف الانتهازيين ليعودوا ويكن الميدان طاهرا ونقيا بلا متسلقين ولا مناضلين براتب ،
وستبقي الفكرة بقلوب أهلها ومناضليها ، فنحن لا نبحث عن قيادة ، نحن نبحث عن وطن ، ولا نحتاج لإذن من أحد ولا تعليمات ، ولسنا بحاجة لمعلمين ومخاتير ومهووسين استبداد وتسلط ، اذهبوا بعيدا عنا فلنا طريقنا ولكم طريقكم ، ولا ولن يلتقي الوفاء مع الغدر ، ولا الخير مع الشر ،
وانه وفاء وصدق انتماء لفكرة طاهرة اكبر من كل المؤامرات ،
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]
وانتظرونا في دردشات متجنح للحق (27)