يأتي عيد الأضحى المبارك للعام الحادي عشر على التوالي في ظل أسوء أوضاع إقتصادية و معيشية تمر بقطاع غزة منذ عدة عقود , وذلك في ظل استمرار و تشديد الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة و إستمرار الانقسام الفلسطيني و عدم الوفاق وتفاقم أوضاع وأزمات المواطنين , حيث أن استمرار وتشديد الحصار الظالم من قبل إسرائيل ومنع دخول كافة احتياجات قطاع غزة من السلع و البضائع المختلفة وأهمها مواد البناء و التي تعتبر العصب و المحرك الرئيسي للعجلة الاقتصادية في قطاع غزة , بالإضافة إلى منع وسحب تصاريح الآلاف من التجار ورجال الأعمال ومنعهم من المرور عبر معبر بيت حانون , إضافة إلى ما ساهمت فيه الإجراءات الأخيرة التى إتخذتها السلطة الوطنية بحق قطاع غزة وعلى رأسها خصم ما نسبته من 30 إلى 50% من رواتب الموظفين , تقليض مانسبته 40% من كمية الكهرباء الواردة من إسرائيل , كل هذا أدي إلى تفاقم الأوضاع الإقتصادية والمعيشية وفي زيادة المعاناة للمواطنين.
كما أن إنخفاض عدد الشاحنات الواردة للمساعدات والمشاريع في النصف الأول من عام 2017 حيث بلغ عدد الشاحنات الواردة خلال تلك الفترة 2177 شاحنة , مقارنة مع 8476 شاحنة خلال النصف الأول من عام 2016 , لتتجاوز نسبة انخفاض المساعدات الواردة لقطاع غزة 75% خلال النصف الأول من عام 2017, و هذا بالرغم من الظروف الاقتصادية السيئة و ارتفاع معدلات البطالة و الفقر, و إحتياج قطاع غزة لمشاريع الإعمار و التنمية , ساهم في إرتفاع معدلات البطالة بشكل غير مسبوق.
حيث إرتفع عدد العاطلين عن العمل بحوالى عشرة الاف شخص خلال الربع الثاني من عام 2017 بالمقارنة مع الربع الأول من نفس العام , و بلغت معدلات البطالة في قطاع غزة 44.0%, وبلغ عدد العاطلين عن العمل حوالى 216 الف شخص خلال الربع الثاني من عام 2017 , مقارنة مع معدلات بطالة 41.1% في الربع الأول من عام 2017 , و بلغ عدد العاطلين عن العمل حوالى 206 الف شخص , وهذا يعني بأن حوالي 50 ألف شخص أصبحو بدون دخل يومي , ومع إستمرار الوضع على ما هو عليه من المتوقع أن ترتفع معدلات البطالة خلال الربع الثالث من عام 2017.
و كل هذا أدى إلى ركود غير مسبوق في أسواق قطاع غزة خصوصا ونحن مقبلين على مواسم ومناسبات تتضاعف فيها المصاريف , العام الدراسي الجديد وما يحتاجه من زي مدرسي وقرطاسية , التسجيل في الجامعات لطلبة الثانوية العامه الجدد و عيد الأضحي المبارك.
وأدت أزمة الكهرباء الطاحنة التي تضرب قطاع غزة , وضعف القدرة الشرائية إلى إحجام وعدم تفكير العديد من المواطنين القادرين عن شراء الأضاحي خوفا من تلفها بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة , وهذا على الرغم من إنخفاض أسعار الأضاحي عن الأعوام السابقة.
بقلم/ د. ماهر الطباع