مخيم الشابورة.. أضاحي العيد تدخل البهجة في نفوس الأطفال

منذ ساعات الصباح الباكر علت صرخات الأطفال الباحثين عن" العجول"، الأضاحي بين أزقة مخيم الشابورة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتراهم مجموعات يجرون هنا وهناك والكل يصرخ بأعلى صوته فرحا ، وهم يلتفون حول أحد العجول.

فمسيرات الأطفال التي تجوب المخيم تصنع جوا من الفرح و البهجة، تجعلك تعيش أجواء العيد على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تضرب قطاع غزة وكذلك الحصار و الانقسام الذي شل مقومات الحياة في القطاع،إلا أن بهجة الأطفال و إصرارهم على الحياة و البسمة تجعل هناك متسع للحياة.

ومن الطرائف التي وردت" استنفار عام في جميع شوارع الشابورة تتنوع ما بين شارع أبو الصابر.. شارع الحمايدة ... شارع السكة..في انتظار تنزيل العجول ...أهالي الشابورة كيف الوضع طرفكم..

طرفة أخرى ،عاجل من تل السلطان " مسيرات تجوب حي كندا متجهة من شارع النصر شمالا إلي مفترق غريز ابتهاجا في العجول وتتنوع المسيرة ما بين مشاة رجليا وما بين سائقين العجلات...سنوافيكم بباقي المسيرات التي تجوب رفح".

نقطع العجل و نعمل كباب

أن تحاور الأطفال ستجد أن الجميع يتكلم في وقت واحد ويرددون جملة " عجل عجل بكرة الذبح"، في سعادة بالغة، الطفل أمير 9 سنوات قال كل براءة " بكرة العيد بدنا نذبح العجول ونغوص في الدم ، ونقطع العجل لحم ونشوى على الكانون و نعمل كباب"، بالطبع الكل من الأطفال يريد أن يشارك الحديث.

أمام الطفلة راما 7 سنوات هي وشقيقاتها غنى 5سنوات وشام عامين فضلوا المبيت لدى بيت جدهم، من أجل رؤية العجل و تقول الجدة" مها 53 عاما"، منذ أمس وأطفال ابنتي يبيتون لدينا، لأنهم يريدون رؤية العجول في الحارة،ونحن نشعر بالفرح و السعادة من أجل الأطفال وهم ينتظرون قدوم الأضاحي".

إلا أن ما يعكر أجواء العيد هو استمرار انقطاع الكهرباء، وتقول الجدة مها:" أزمة الكهرباء هي أكثر شيء مزعج لنا، فاللحوم ستفسد ولن تستفيد منها،والثلاجات لا يمكن أن تقوم بحفظ اللحوم وخاصة أن الكهرباء لا تأتي إلا 4 ساعات، ونأمل أن يكون هناك جدول أفضل خلال فترة العيد".

هذا ويعانى قطاع غزة من أزمة كهرباء حادة بسبب الانقسام و الحصار، وتتوقف محطة الكهرباء كل فترة ،بسبب نفاد كميات الوقود اللازم لتشغيلها وإصرار الحكومة في رام الله على فرض الضرائب على الوقود بما يرفع سعره لأكثر من ثلاثة أضعاف، مما دفعها  سلطة الطاقة بغزة لشراء الوقود من مصر.

تأمل بتطبيق جدول 6 ساعات

وجددت الطاقة في أكثر من مناسبة استعداداها التام لشراء الوقود بدون أي ضرائب بما يضمن تشغيل محطة الكهرباء باستمرار واستقرار برامج التوزيع.

وذكرت شركة توزيع الكهرباء بغزة اليوم الخميس، أنها تأمل بتطبيق جدول 6 ساعات وصل خلال إجازة العيد في حال انتظام الخطوط المصرية وتدفق الكهرباء من مصادرها دون خلل.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد باشرت في حزيران / يونيو الماضي و بشكل فعلي في الحد  من إمدادات الكهرباء لقطاع غزة وتخفيضها إلى 8 ميجا واط.

وجاء هذا القرار استجابة لقرار المجلس الأمني المصغر وبطلب من الرئيس محمود عباس للحد من إمدادات الكهرباء للقطاع ،و سمحت السلطات المصرية مؤخرا بإدخال وقود صناعي إلى غزة عبر معبر رفح فأمكن إعادة تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع التي كانت متوقفة منذ ابريل/نيسان.

طقوس ذبح الأضحية

ورغم كل هذه المعاناة إلا أن للعيد في المخيم طقوسه الخاصة من تحضير" للحبال – السكاكين- الساطور- خزانات الماء وغيرها من المستلزمات التي تتعلق بطقوس ذبح الأضحية، ويقول الشاب جمال25 عاما حول تجهيزات الذبح:" نحن نفضل الذبح في البيت لأنه له بهجة خاصة، يتجمع الأطفال ويكونوا فرحين برؤية العجول و الأبقار و ذبح الأضاحي، والعيد هو فرحة الأطفال أكثر منه للكبار".

ويعد مخيم الشابورة بمدينة رفح أحد  اكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، وقامت الأونروا ببنائه في بداية الخمسينات اثر حرب 48 يعيش في المخيم أكثر من 250 ألف نسمة على مساحة صغيرة جدا لا تزيد عن خمسة عشر كيلو متر مربع.

وكلمة الشابورة تعني بالعامية منطقة متبقية من قطعة أرض وعندما بنت الاونروا المخيم قامت بإسكان جماعة من اللاجئين في قطعة أرض يفصلها عن المخيم سكة الحديد ودرج سكان المخيم على تسمية هؤلاء اللاجئين بسكان الشابورة وهذه التسمية في البداية لم تطلق على المخيم ببلكاته السبعة وهذه التسمية اكتسبت شهرة عندما اندلعت انتفاضة 1988.

وأظهرت أحدث إحصائية صدرت قبل أشهر لعام2017 عن الإدارة العامة للأحوال المدنية بوزارة الداخلية  بغزة ،أن عدد سكان قطاع غزة بلغ مع نهاية العام 2016، مليونين و15 ألفاً و64 نسمة ، بنسبة 50.66% ذكور، و49.34% إناث ، و أن محافظة رفح زاد تعداد سكانها عن 250 ألف نسمة ، و تجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة من أكثر المناطق كثافة سكانية على مستوى العالم، حيث يمتد على مساحة 360 كيلومتر مربع، وتبلغ الكثافة السكانية فيه 4822 فردًا في الكيلو متر المربع الواحد.

المصدر: رفح – وكالة قدس نت للأنباء -