فلسطين تودع اللواء فتحي البحريه (فتحي الرازم/أبو جهاد) الذي عُرِفَ ببطولاته ومواقفه الشجاعه ومن الذين تم الإعتماد عليهم في أحلك الظروف..... إلى جنات الخلد أبا جهاد.
من منكم لا يعرف فتحي البحرية، وما أدراك من هو فتحي البحرية، اللواء أبو جهاد، الفلسطيني الخليلي المُعتق، صاحب السُحنة الحنطية الفلسطينية (القُح) الصافية، كبير مُرافقي الرئيس الراحل ياسر عرفات أبو عمار على مدار سنوات طويلة من المُنعطفات والإلتواءات والإنتكاسات والإخفاقات والنجاحات والأسرار والإبتهاجات....
أبو جهاد أو (فتحي البحرية) عضو المجلس الثوري... لحركة فتح، الصديق الوفي، إسماً على مُسمى، هو فتحي من حركة فتح، والبحرية من البحر العميق كاتم الأسرار، فقد خاض ومازال غُمار البحر وأسراره ومغامراته المدروسه، مرةً منها لإنقاذ أبو عمار قرب شواطىء صيدا صيف العام 1976 في عز الأزمة اللبنانية عندما تخفى أبو عمار على ظهر سفينة أقلته من الإسكندرية عندما أُغلقت الطرق بوجهه إلى لبنان، وعندها أبى أبو عمار أن يكون خارج ساحة الصراع الرئيسية حيثُ الوضع المُشتعل.
فتحي البحرية، كان على الدوام شاهداً عند أبو عمار، في كل مهرجان أو إحتفال، وعند كل كلمةٍ كان يلقيها وحتى في كل إجتماع فلسطيني قيادي. كما كان شاهداً على الوقائع الحية في المُنعطفات الصعبة الصعبة بل والأكثر صعوبه، في عُمق الأزمات من أيلول الأردن إلى لبنان، إلى حصار بيروت من شارع لشارع ومن حي لحي ومن بناية لبناية، ومآثرة بناية (الصنائع) التي دُمِرت بالقنبلة الفراغية التي كانت تستهدف حياة أبو عمار ياسر الثورة ياسر عرفات ومن معه من قيادات وطنية لبنانية وفلسطينية، وصولاً لمرحلة دخول فلسطين وإقامة السلطة عام 1994.
قبيل إندلاع الأزمة السورية، كانت دمشق مُستقراً لأبو جهاد فتحي، وكان مخيم اليرموك هو مُستقر المُستقر، في اليرموك بشوارعه وبشبابه الذين كانوا يعرفون فتحي البحرية أكث مايعرفون أنفسهم. فهو عندهم عنوان لوطن ومسيرة ولمشروع كفاحي مازال يتواصل بالرغم من نائبات ونكبات الدنيا التي وقعت على رأس شعبنا، وخصوصاً في مخيم اليرموك الذي أحبه وعشقه أبو جهاد فتحي البحرية.
أبو جهاد فتحي البحرية الذي إقترن أسمه مع أبو عمار، لك كل المحبة والدعوات بالسلامة , والدعاء لك بطول العمر والبقاء، فأنت شاهد حي على مشوار الثورة الطويل منذ الرصاصة الأولى، ومنذ القطرة الأولى من الدم الزكي الطهور، منذ معسكر الهامة وحتى نهاية النهاية على طريق الجلجلة نحو فلسطين.
علي بدوان