في زمن الانجازات والانتصارات نرى ان المقاومة خيارا لا بد منه ، حيث نجد ان بارقة أمل تعطي الشعب الفلسطيني حقه في المقاومة بكافة اشكالها من اجل انتزاع الحرية والاستقلال ، المقاومة التي تحتل مكانة في العمق الشعبي العربي، وأيضاً ما يجسده التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وهذا يعني تكثيفاً لهوية النضال الفلسطيني، وأن الأصوات المناهضة لمارسات الاحتلال الصهيوني وإدانتها للسياسة الأمريكية هي قوية ، بل هي راسخة .
من موقعي أقول ان ما نراه من صمود وتضحية لدى الشعب الفلسطيني وما نلمسه من انتصارات في المنطقة سيعطي مقاومة الشعب الفلسطيني قوة الى الامام لمواصلة مسيرة النضال على طريق تحرير الارض والانسان واستعادة الحقوق الوطنية وفي المقدمة منها حقه في العودة إلى بيوته وأراضيه ومدنه وقراه التي هُجر منها، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
لذلك يجب ان نتخلى عن الوعود فالمقاومة حق مشروع اقرته المواثيق الدولية ، ولا بد ان يكون هناك قرار فلسطيني بالمطالبة بعقد مؤتمر دولي ذو صلاحيات مع استمرار الشعب في المقاومة,لأن الشعب الفلسطيني الذي قاتل باللحم الحي وبالصدر العاري حاملا الحجر وطاعنا بالسكين وما تيسر من أدوات القتال المتواضعة في مواجهة أعتى قوة مسلحة مجرمة عرفها التاريخ,هذا الشعب قادر بمقاومته من الانتصار على الاحتلال وعدوانه وإجرامه ، خاصة بعد ان سقط حل الدولتين ، فاصبح خيار المقاومة هو اللغة الوحيد التي يفهمها الاحتلال الصهيوني وهو السبيل الوحيد لآستعادة الأرض والكرامة والمقدسات واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
إن المقاومة التي تعرضت منذ عشرات السنوات الى حملة منظمة لتشويه صورتها ، والصاق تهمة " الارهاب " بها ، في اطار منهج مدروس ومتعمد في الاعلام الغربي العنصري ، بهدف اقناع الراي العام الدولي بالرواية الصهيونية وتبرير المجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وقلب الحقائق حين يتعلق الامر في النضال الوطني الفلسطيني ، تتطلب من كل احرار العالم اليوم بعد ان انكشفت الامور من يصنع الارهاب في المنطقة ، ان يدعم المقاومة باعتبارها رد فعل طبيعي وانساني ، وهي خيار واع ولا رجعة عنه في مواجهة الاحتلال والعنصرية.
ان ثقافة الصمود التي يبديها الفلسطينيون المتمسكون بثوابتهم وحقوقهم التاريخية في ارض فلسطين لن تثنيهم في مواجهة الحركة الاستيطانية الهادفة لتهجير الفلسطيني عن ارض وطنه وان الفلسطيني المتشبث بأرضه وبممتلكاته ويملك إرادة الصمود والتحدي في مواجهة ما تقوم به عصابات المستوطنين من إرهاب يستهدف بث الذعر والرعب في نفوس الفلسطينيين لم يعد يجدي نفعا لان ثقافة المقاومة أصبحت عقيدة إيمانيه راسخة وثابتة في الفكر الفلسطيني والعربي وهي ثقافة تهدف لكيفية مواجهة هذا الدخيل على الوطن الفلسطيني والشعوب العربية ، إن تعميم ثقافة المقاومة ضمن
سياسة تقوم على كيفية مقاومة كل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وكيفية العمل على وقف التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وتعميم ثقافة مقاطعة البضائع تشكل الاراده الفلسطينية التي أصبحت متجذرة ومتاصله في النفوس ، الفلسطينيون بتصديهم ومواجهتهم لسياسة حكومة الاحتلال الهادفة لإفراغ النقب والعديد من مناطق 48 حيث تتأصل في النفوس يوما عن يوم ثقافة مقاومة التهجير ، إن المقاومة الشعبية الفلسطينية يجب أن تستمر في مواجهة الاستيطان ، ويجب أن تعمم ثقافة المقاومة وان تستمر في مجهودها وان لا تتوقف ، وعلى كافة القوى والفصائل ان تتبنى كافة اشكال المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه .
ان المقاومة التي تثبت اليوم انتصاراتها بكل قوة، وعزم، واقتدار،على مواجهة الهجمة الامبريالية الصهيونية التي تدعم قوى الارهاب في المنطقة ، تؤكد على الرغم من المحاولات المستمرة والنيل من صمودها، على يدي الأدوات الاستعمارية في المنطقة التي راحت توصّف، وتصنف المقاومة، على نحو يرضي العدو الصهيوني ويحقق رغبات الصهيونية العالمية، بعد ان حققت المقاومة الانتصارات على القوى والعصابات الارهابية التكفيرية .
وها هي المقاومة العربية تثبت اليوم للعالم قدرتها الفائقة على الإمساك بخيوط الثبات وتؤكد أن زمن الانهيارات قد ولى واتى زمن الانتصارات مهما قدم من تضحيات.
ان قدرة المقاومة العربية على الصمود قبر مؤامرتهم وعدوانهم على شعوب المنطقة فهم لن يتمكنوا من الانتصار بمشروعهم التفيتيتي والاحتلالي والتقسيمي من زيتونة فلسطين ولا عنب الشام ولا بلح العراق ، لأن خيار المقاومة هو خيار الشعوب المتأصلة في الحضارة والكرامة.
اليوم أشرقت علينا شمس الحرية بعنوان مغاير، عنوان يحمل في عمقه حكاية الشهداءً، وخط الأحرار و فرسان المقاومة، ورفات الشهداء الذين حطموا مشاريع الامبريالية والصهيونية والارهاب، هي حرية صناع انتصارات الشعوب ، هي حرية الوطنن العربي الذي يتطلع الى حرية فلسطين ، إنها لحظات بحاجة فيها الى انهاء الانقسام الكارثي وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وحماية منظمة التحرير الفلسطينية ومشروعها الوطني وتمسك بخط المقاومة ، إنها لحظات تاريخية في زمن الانجازات والانتصارات،إنها عظيمة لمن كان ولايزال يحمل قضية فلسطين في قلبه وخياره الأول حباً وطواعية.
ختاما: تحية من القلب والعقل لكل ام واخت واخ ورفيق ورجل ومناضل يتسلح بفكر المقاومة ويتمسك بشجرة الزيتون ، فنحن اليوم نفرج بانجازات وانتصارات المقاومة العربية الشاملة ، وبالتصاق الإنسان بوطنه وشعبه ، لا فرحة تعادل فرحة الأرض بلقاء أبنائها وقبلتهم وسجودهم على ترابها، ولا بد من التمسك بخيار المقاومة مقاومة الاحتلال والاستعمار والذل والاستبداد لانها ستبقى خيار الشعوب الأول وملاذهم الأخيرحتى التحرير وتحقيق الكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
بقلم/ عباس دبوق "الجمعة"