سَأرسلُ نحوَ مَشرِقِكُم كتابا
أُعَايدُكُم و ألتمِسُ الجوابا
لعلّ الصّوتَ يلقى لو وحيداً
من الأحرارِ لو يُرجَى أجابا
أنا طفلُ الرُّهِينغا إذا نسيتُم
أُبادِلُكم مع العيدِ العِتَابا
أتاني العيدُ منحوراً كَذِبْحٍ
يُلَطِّخُ من مآسيهِ الهِضَابا
نُسَاقُ إلى المذابحِ كالأضاحي
و نُزجَرُ مثلما زجروا الكلابا
كَلَحمِ الشاةِ تَشْويهِ شُوِينا
نُقاسِي من أعادينا المُصَابا
و تُغتَصَبُ العذارى مُرغماتٍ
و تُكوَى بالسّياطِ أيا عُجَابا
تُعرَّى المرأةُ الحسناءُ منّا
فلا تلقى سوى دمعي ثيابا
فَتَسْتُرُ بالدموعِ جُيوبَ عِرضٍ
إزاءَ ظهورِهِ لا لن يُعَابا
لقد نِلْتُم من الأعيادِ قسطاً
و نحنُ /و ربِّنا/ نِلْنا العذابا
إذا غِلْمانُكم لبسوا جديداً
فنحنُ ثيابُنا صارت حِرَابا
حِرَاباً تشتهي لحماً طريّاً
يُمَتِّعُ في طَرَاوتِهِ الذّئابا
أَلستم أمّةَ المليارِ ؟ وَيحٌ
ألستم شاهقاً حُرّاً مُهَابا
دماءُ النّاسِ لا تُمسِي كَماءٍ
فكيفَ دماؤكم أمست لُعَابا؟!
ظَننتُ بأنني سَأَرى غُباراً
على الطّرقاتِ أحسبُهُ ضَبابا
ولكنّي وجدتُ غُبَارَ ذُلٍّ
و صرتُ لِسُوءِ ما خِلْتُ المُخَابا
فأينَ الزّاحفونَ إلى دياري
أصاروا عند نُصرَتِنا سرابا
أنا طفلُ الرّهينغا إذا نسيتم
أغيثوني رِجَالاً أو رِكَابا
بقلم/ عبد السلام فايز