بفرح غامر قرأت تصريحات رئيس جهاز الشاباك الاسرائيلي "نداف ارغمان"، حين قال: احبطنا منذ بداية العام الحالي 200 عملية ذات مغزى، بينها عمليات انتحارية، وعمليات إطلاق نار، وعمليات خطف، وأحبط جهاز الشاباك منذ تموز الماضي 70 خلية محلية؛ خطط عناصرها لتنفيذ عمليات ضد أهداف اسرائيلية.
من المؤكد أنني لم أفرح للنجاح الإسرائيلي في اكتشاف هذا العدد من الخلايا والمقاومين، وإنما فرحت لتنامي روح الكفاح في عقول وقلوب الشباب الفلسطيني، الذي عرف طريقه، ويصر على انتزاع حقوقه عن طريق العمل المقاوم، وإذا نجح جهاز الشاباك الإسرائيلي حتى الآن في اكتشاف هذه العدد من الخلايا والمقاومين، فلا يعني ذلك أنه سينجح في العام القادم أو العام الذي يليه، فطالما ظلت جذوة المقاومة متقدة في عقول وقلوب الفلسطينيين، فذلك يعني أنهم يشقون طريقهم إلى الحرية، وقد تعلموا من أخطائهم، وتداركوا عثرات المسير في هذا الطريق المقاوم.
لقد أدرك رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي هذه الحقيقة، واعترف بها أمام الحكومة الإسرائيلية، وقال: إن الوضع الأمني في الضفة الغربية هش للغاية ويتميز بحساسيته المفرطة اتجاه أحداث ذات طابع ديني، ويتمتع بمستوى ثابت تقريبا من العمليات من قبيل الطعن، والدهس، واطلاق النار.
لا أنكر أن جزءاً من حديث رئيس جهاز الشاباك أمام الحكومة فيه تفاخر بالنجاح لجهازه، وجزء آخر فيه مبالغة، واتهامات زائفة بحق مئات الشباب الفلسطيني، الذين زج بها في غياهب السجون عنوة، ولكنني استغرب تنكر رئيس جهاز للأسباب التي جعلت شباب الضفة الغربية يفكرون بالمقاومة، وأهمها الممارسات القمعية لجهاز الشاباك نفسه بحق الشعب الفلسطيني، واقتحام للمدن الفلسطينية ليلاً، وترويع الآمنين، والاعتقالات العشوائية، وما يمارسه المستوطنون من عدوانيه على الأرض والإنسان، هذه الممارسات الإرهابية لن يتوب عنها الصهاينة، ولن يرتدعوا مهما قدم الفلسطينيون من تنازلات، هذه الممارسات الفاجرة هي لبنة التحريض على المقاومة من جهة، وأساس الثقة بأن المستقبل القريب سيشهد المزيد من عمليات المقاومة، التي ستؤكد أن شباب الضفة الغربية هم أمل الشعب الفلسطيني كله، وهم الفجر المنتظر في هذا الليل السياسي المدلهم.
د. فايز أبو شمالة