قام البعض وثار وغرد بكل استنكار ضد ازالة اللوحة التعبيرية عن واجهة برج الظافر وسط غزة.. وهؤلاء وغيرهم صمتوا صمت القبور عما قامت بها الحكومة في غزة بتجريف موقع "تل السكن" الاثري المجاور لمدينة الزهراء جنوب مدينة غزة والذي يمثل تاريخ ضارب في العمق بحجة تمهيد الارض لتوزيعها على الموظفين..!!
نتحدث عن جريمة بحق التاريخ الفلسطيني لم يتصد لها الا بعض أساتذة التاريخ في الجامعات ولم نسمع عن اي مساندة لهم رغم أن الأمر يتعلق بتاريخ فلسطين وهذا الموقع تقول عنه الدراسات التاريخية انه يمثل قرية تم بنائها قبل الأهرامات بالف عام.. فكانت المصيبة بتجريف جزء كبير من هذا الموقع الذي يمثل قيمة تاريخية في صراعنا حول الحق التاريخي في فلسطين مع الصهيونية.
المؤسف ان وسائل التواصل الاجتماعي ضجت بالتعاطف مع لوحة لم يتعد عمرها العامين وتجاهلت تجريف تاريخ فلسطيني ضارب في العمق.. مما يعيدنا إلى من يتحكم في توجيه الرأي العام والمصلحة التي يريدها في حرف أنظار أبناء شعبنا في قضايا هامشية تستنزف الكثير من قدراتنا.. بل وامتد الأمر إلى الدخول مرغمين في صراع حيتان المال الذين يستغلون الجماهير لضرب بعضهم البعض.
نحتاج إلى وعي أكبر وأن نسخر جهودنا وقدراتنا ومواقع تواصلنا من أجل دعم قضايانا الكبرى والابتعاد عما يراد لنا من تفريغ الطاقات في أتون صراعات مصلحية تزيد اعبائنا وهمومنا..
كتب/عاهد فروانة