حظيرة أوسلو مجمع نتن للتصريحات اللاوطنية

بقلم: جبريل عودة

ليست غريبة تلك التصريحات المشينة التي أطلقها أشرف العجرمي الوزير السابق في سلطة أوسلو إستهدف خلالها رمزا وطنيا يمنع الإقتراب منه أو الإنتقاص من مكانته المهمة حيث يشكل صدارة الفعل المقاوم لثورتنا ضد المشروع الإحتلالي الصهيوني لفلسطين هم الأسرى ضميرنا الوطني وعلامة الإنتماء والتضحية لأجيال فلسطين تلك الأجيال التي لم تنقطع عن نضالها ومقاومتها للإحتلال البغيض ومواجهته بكل الوسائل المتاحة ولو كان ثمن ذلك إستشهاد في الميدان أو الوقوع في أسر العدو فالضريبة معلومة مسبقا لعشاق الطريق الثوري والمسلك الوطني ولا يقفون كثيرا ولا يفكرون أبدا في كم هي باهظة تلك التكاليف فالمراد من مقارعتهم للإحتلال أسمى وأعظم وتهون في سبيله كل التضحيات مهما عظمت فالحر الأبي لا يقبل الضيم والشريف الطاهر لا يستسلم للإحتلال الغاشم يقاوم بكل بما يملك إعلانا لرفضه للإحتلال وإفرازته على الأرض الفلسطينية .

هذه هي القناعات التي سار عليها الشهداء والأسرى وهم طليعة المجموع الفلسطيني بأكمله تلك هي المسلمات في نضالنا الوطني لا يقترب منها أبدا أصحاب الكروش المنتفخة والطامعين في السيادة المزيفة أو المناصب الوزارية التي تسقط قيمتها أمام إختبار الكرامة على حاجز أمني تقوده مجندة صهيونية قادمة من شوارع اللهو والفجور في منهاتن تغلق الطريق بحاجزها الأمني وتمارس وظيفتها بفحص بطاقة الـ vib للوزراء الوطنيون جدا والمجندة الصهيونية على قناعة تامة بأن هذا المستوزر المفحوص أمنيا في دوائر الشباك الصهيوني يحصر كل الحرص على عدم فتح فاهه ولو بحرف واحد يعتبر تحريضا أو مسا بأمن بالإحتلال لكنه يتشدق طويلا بالإساءة ضد مسيرة عظيمة من جهاد ومقاومة شعبنا الفلسطيني ضد هذا المحتل الطارئ على أرضنا يسئ للشهداء وللأسرى بلا رادع حيث تحميه منظومة التنسيق الأمني يشوه المقاومة ويستهزأ بصمود أهلنا في مواجهة إجراءات الإحتلال الظالمة والهمجية فالمهمة الأسمى لهذا المستوزر أن يظهر بالشكل الذي ترضاه إسرائيل كلبا ذليلا في حراستها لتلقي إليه بقايا طعام يتقوى به على حراسته لكيان الإحتلال أمنيا وإعلاميا وسياسيا عبر تمرير مؤامرة التطبيع والإستسلام للإحتلال والتعايش معه وإجهاضا للمشروع الوطني التحرري الذي يؤمن به شعبنا ويسعى إلى إنجازه منذ أكثر من مائة عام .

لا غرابة في تلك التصريحات فهي تخرج من حظيرة أوسلو العفنة وقد سبقها تصريحات أكثر وقاحة تستهدف النيل من المقاومة وسلاحها تحت دواعي السلاح الشرعي الواحد والسلطة الواحدة وهذا السلاح الواحد الذي يزعم له بشرعية عند البعض لا يقوى على أن يحمي طفلا فلسطينيا يخطف من حضنه أمه ليلقى به في زنازين الإحتلال في ليلة العيد للأسف لازال هذا المسار الذي خرجت منه تصريحات الوزير الآثمة يمسك بزمام السياسة الفلسطينية العامة ويقود قضيتنا الوطنية إلى الضياع في سراديب التسوية ومتاهات التفاوض لذا لن يجرم أحد منهم أقوال وزيرهم المطبع فلقد سالت تصريحاتهم النتنة بأقبح من ذلك ألم يصف أصحاب هذا المسار العمليات الإستشهادية بـ الحقيرة وكذلك صواريخ المقاومة التي صنعت معادلة الردع مع العدو وصفت في إعلامهم بـ العبثية ألم يعترف أصحاب هذا النهج بالسيادة الصهيونية على حائط البراق ألم يقوم كبيرهم بالمشاركة في جنازة كبير مجرمي الصهاينة بيرس الأمور محسومة فجميعهم أبناء حظيرة واحدة لا يخرج منها ما يسر بالكم أو يشرح صدوركم .

لقد إرتكب هذا الوزير الذي يمثل بوقا ترويجيا لنزلاء حظيرة أوسلو النتنة جرائم مركبة مرفوضة على المستوى الوطني الفلسطيني فلقد تواصل مع العدو خلال مؤتمرا تطبيعيا وإعترف بسيادة العدو على مدينة القدس المحتلة كون المؤتمر التطبيعي تم عقده في المدينة المقدسة وثالث هذه الجرائم تشويه وإساءته لنضالات أسرانا الأبطال ووصف مقاومتهم بالعنف و الإرهاب وطبيعي أن يكون ذلك في سياق تقديم فروض الطاعة والإنصياع للرؤية الصهيونية والترويج لها والتماهي معها في إستهداف القضية الفلسطينية وجوهر عدالتها وحقيقة مظلوميتها والنيل من مشروعية مقاومة رجالها الساعين لكنس الإحتلال عن تراب فلسطين .

حتى لا نستغرق في الإدانة والمطالبة بالمحاسبة والمحاكمة فهذا الوزير يمثل نهجا يختطف القضية الفلسطينية ويسيطر على مؤسسات الشعب الفلسطيني ولا يرى لفصيلا أو حزبا أو تيارا تمثيلا وازنا في الحياة السياسية الفلسطينية أفلا نحتاج إلى وقفة وطنية جادة لوقف هذا العبث بالمشروع الوطني وصياغة رؤية وطنية جامعة من أجل الإصلاح في هرم القيادة الفلسطينية وإنتزاع التمثيل من مغتصبيه وإبطال إدعائهم الكاذب والعمل على تشكيل قيادة فلسطينية حقيقية وطنية تتقدم الصفوف من أجل إستكمال معركة الحرية وتسعى للحفاظ على الحقوق والثوابت وبذلك تنتهي حقبة المستوزر المطبع وتتوقف الإساءة لنضالات شعبنا الفلسطيني بألسنة فلسطينية وحينها لسنا بحاجة لإدانة أو إستنكار لنهيق بعض الهاربين عن طهر المسار الوطني .

بقلم/ جبريل عوده