بدأت بالنائب دحلان واستمرت بظهور السنوار في مركزية القرار الحمساوي، وان كان دحلان قد اشعل فتيل الاصلاح والبدء فيه وتجاوزه للماضي لفتح صفحة وطنية جديدة في العلاقات والتي رفضها ابو مازن سابقا اقصد مبادرة الرباعية العربية ولكن دحلان تجاوز كل الضغوط كما كانت الاستجابة من رجل حماس القوي السنوار ، وابرمت تفاهمات القاهرة والسير قدما في اهم ملفاتها المصالحة المجتمعية التي توفر الامن المجتمعي والسلم المجتمعي في غزة الذي طعنته احداث 2007م بين الاخوة .
ثورة بمقاييس الواقع وفي حدود وضع المعالجات له وتبدأ من غزة ن لقد تدحرج المطلب الوطني الى متطلبات انسانية وحياتية من اثر الحصار ولم يعد من الاولويات بحث قضايا البرنامج السياسي ما دام الشعب يعاني من ويلات الحصار واالامراض والفقر والبطالة والصحة .... اذا انتقلت الايقونة الفلسطينية من موقع البحث والتركيز على اليات الصراع مع الاحتلال الى اليات اكثر اهمية وبدونها لن تتوفر الجاهزية والارادة والمواجهة ان فرضضت بدون احياء وحدة الشعب الفلسطيني وتفكيك ازماته الحياتية ......
هذا هذه مفاتيح الثورة المحدودة في نطاق الواقع الذي يقودها دحلان والسنوار ، فلغة دحلان انتقلت من خصوصية الفصيل الى رحاب الوطنية الفلسطينية وفي عدة مبادرات قدمها لوحدة فتح ووحدة الشعب الفلسطيني التي لا يضمنها الا وحدة فصائله وموسساته الوطنية .
بالتأكيد الان مطلوب ان لا نكون عدميين في اطروحاتنا فعد الثورات المسلحة قتل بوجود ظاهرة الارهاب وعدم الفصل بين حق الشعوب في الدفاع عن نفسها وعن اراضيها وبين ظاهرة الارهاب التي تستهدف تغيير للجغرافيا السياسية في الوطن العربي واسيا ، ولذلك الثورة بتعريفها البسيط هي عملية تمرد على الواقع اي على السلبيات ، وفي الحالة الفلسطينية الانقسام كان اخطر ظاهرة يواجهها الشعب الفلسطيني وبدون انهائها لا يمكن ان نتحدث عن اي برنامج سياسي او نضالي يواجه الاحتلال ، والقضاء على الفساد بكل الوانه هو الشعار الذي رفعة دحلان ومن ثم رفعه السنوار في نطاق النظرة الاصلاحية وليس التصحيحية ... من هنا نستطيع القول ان تحول لغة الخطاب الفصائلي ، من لغة وثقافة الفصيل الى اللغة الوطنية التي تتجاوز الحسابات الضيقة في حدود برنامج الفصيل الى اللغة والخطاب والثقافة الوطنية وهذا ما لمسناه سابقا في اطروحات دحلان ولمسناه في لقائنا مع السنوار .
لغة الاحترام للتجربة الوطنية سواء من دحلان او السنوار هما الرافعة لا تصورات تفصيلية تتجاوز العقد والازمات ، نرى حقيقة ما هوجديد عندما نلمس الخلايا والانسجة الوطنية تتقدم عن اي انسجة وخلايا حزبية ن وهذا منطق التفاؤل في حدود الثورة على الواقع ومحدداته .
البعض يمكن ان يقول ان الثورة هي الكفاح المسلح وفي حدودها ولكن ارتأي ان تعبير الثورة يمكن ان يطلق على اي حالة تمرد على واقع فاسد والانقسام ظاهرة فاسدة في حياة الشعب الفلسطيني
بالتأكيد ايضا ان الواقع الفلسطيني في اضعف صوره منذ النكبة حيث تشتت الثقافات الوطنية الى ثقافات حزبية انعكست على لغة الشارع والقرية والمدرسة والجامعة وكل ما يمت للمجتمع الفلسطيني ، فاذا حققنا انهاء الانقسام الى بلورة مؤسسات وطنية جامعة وعلم فلسطيني واحد ونشيد واحد وثقافة واحدة فاننا نستطيع ان نقول ان محمد دحلان والسنوار يقودان ثورة اصلاح للواقع وهذا ليس سهلا فالثورة تجد من المعارضة والمعوقين وغيره بالاضافة الى الطابور الخامس الذي يحركه بشكل مباشر او غير مباشر الاحتلال .
ثورة في حدود الممكن بالمعطيات الاقليمية والذاتية التي لم يستطيع النظام السياسي الفلسطيني للان ان يفلت او ينفك من تداعيات اوسلو ووجودها على الارض وارتباطاتها الاقليمية والدولية . وفي حدود هذه الظاهرة وافرازاتها قد تكون الثورة في مربعها واقاذ ما يمكن انقاذه من انقاذ الحالة الانسانية والحياتية للشعب الفلسطيني وفك الحصار ن ومرحلة البناء للانسان الفلسطيني الذي دمره برنامج اوسلو والانقسام ايضا ، ثورة جديدة باليات جديدة في صراعنا وصراع الوجود على هذه الارض والذي يأخذ وجوه اخرى علميا وتكنولوجيا وثقافيا وسلوكا هذا هو الصراع الحقيقي مع الاحتلال مع عدم اغفال دور السلاح المقاوم للدفاع عن برامجنا الوطنية على هذه الارض .
نعم ان خريطة المنطقة السياسية تتغير ونتأثر بها وهناك متطلبات اقليمية واستحقاقات كما لنا استحقاقات وطنية وهنا براعة ان نجد اتزان للمعادلة .... فبكل تأكيد ان تجاوب محمود عباس مع تلك الثورة وقواعدها وتسلم حكومة التوافق مهامها في قطاع غزة انتقاليا لتشكيل حكومة وحدة وطنية ومن ثم انتخابات رئاسية وتشريعية هي مطالب وطنية واقليمية ودولية ومن ثم مجلس وطني في غزة او عاصمة عربية هو السبيل لوجود نظام سياسي جديد بوجوه جديدة وفتي يستطيع التعامل مع كل الاطروحات الاقليمية والدولية التي تعرض على الفلسطينيين ، ومن هنا نقول ان خياراتنا الان محدودة في ظل الواقع الاليم ، ولكن ان وصلنا الة وحدتنا الفلسطينية وتحديث مؤسسات الشعب الفلسطيني وعندها ومن خلال هذه المؤسسات يستطيع الشعب ان يقول كلمته ولاي الخيارات واين يتجه .
سميح خلف