الشارع الغزى فرح ويترقب قرارات حكومة التوافق الوطني

"شكلها بدها تزبط هذه المرة يا عبد"، هذه الجملة قالها المواطن أبو حسن فلفل45 عاما، لصديقة الشاب عبد النبيه 25 عاما، تعقيبا منه على قدوم حكومة التوافق الوطني برئاسة رامي الحمد الله إلى قطاع لغزة لإنتشاله من الظروف الصعبة التي مر بها بسبب الانقسام.

أبو حسن رب أسرة مكونة من 6 أفراد يقول لمراسل"وكالة قدس نت للأنباء"، نحن ننتظر الحكومة أن تأتى لقطاع غزة بكل لهفة، لأن الظروف في القطاع وصلت إلى ما بعد الفقر، لم يبقي شيء إلا تم تدميره في القطاع، لا يوجد عمل، الأوضاع الصحية صعبة، الكهرباء دائما مقطوعة، ماذا بقي، الحياة أصبحت لا تطاق".

فالشارع في قطاع غزة يعيش أجواء متناقضة ما بين الفرح والترقب و الخوف، ويريد أن ينتهي الإعلان عن إتمام المصالحة بين الفينة و الأخرى، لأنه مل من لحظات التوتر و السعادة المختلطة نتيجة للظروف المأساوية التي مر بها على مدار الانقسام و الحار منذ 11 عاما.

ويلتقط الشاب عبد" عاطل عن العمل" طرف الحديث قائلا:" ما مصير الشباب"،11 عاما من الانقسام ضاع به مستقبلنا، لا شغل ولا وظائف، لا نستطيع الزواج، مطلوب من الحكومة وكل الفصائل العمل على حل مشاكلنا بدلا من حالة الضياع التي تحتبها".

وأفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني  ارتفاع معدل البطالة بين الشباب (15-29) سنة، 40% من بين الشباب المشاركين في القوى العاملة، وقد سجل أعلى معدل للبطالة بين الأفراد في الفئة العمرية (20-24) سنة بواقع 44% مقابل 36% بين الأفراد (25-29) سنة.

وطالب الشاب النبيه حكومة التوافق بالعمل على الحد من البطالة في صفوف الشباب، وإيجاد فرص عمل لهم بدلا من التفكير بالهجرة بسبب الانقسام والحصار، الذي دمر كل طاقات الشباب ولم يبقي لهم فرص عمل للعيش بكرامة بين قوسين "ضاع مستقبلنا".

هذا و ذكر النائب في المجلس التشريعي رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري، أن واقع الشباب مأساوي،  وان هناك ارتفاع لمعدلات البطالة في غزة بين الشباب لنحو 60%، مع تضاؤل فرص العمل وانضمام الآلاف إلى صفوف المُعطلين عن العمل بسبب الحصار وآثار الانقسام وثلاث حروب شنتها إسرائيل على غزة.

يعود رب الأسرة فلفل للحديث قائلا "ونحن نريد حياة أفضل ، وعلى حكومة التوافق الوطني، أن تؤمن حية أفضل لنا ولأولادنا، بدلا من حالة الفقر والبطالة التي نعيش بها".

ووصلت اليوم حكومة التوافق الوطني إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون/ايرز ، وكان في استقبالها وفد قيادي من الفصائل الوطنية والإسلامية وممثلي منظمات المجتمع المدني والأكاديميين والوجهاء والمخاتير.

هذا وقال وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو، أن ما يجري اليوم يجب أن يشكل فاصلاً مهما في طريق إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، قائلاً "لن يكون هناك إلتفات للوراء".

وأضاف بسيسو في تصريحات صحفية، إلى أن وصول الحكومة إلى قطاع غزة اليوم هو خطوة لتحقيق الوحدة الوطنية ورسالة طمأنة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي عانى من العدوان والحصار لسنوات.

هذا ورأت طالبة قسم العلوم السياسية بجامعة الأزهر ليلي 21 عاما، أن هذا يوم تاريخي و مشهود في تاريخ الشعب الفلسطيني، لان الانقسام سينتهي و نطوى صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة نحو الوحدة الوطنية ورفع الحصار".

وكان رئيس الوزراء رامي الحمد الله قد قال إن الحكومة ستساهم بشكل تدريجي في حلّ القضايا العالقة التي وقفت في السابق عائقاً أمام تنفيذ اتفاقات المصالحة بين حركتي فتح وحماس.

وأعلن الحمد الله عن تشكيل 3 لجان، هي: لجنة المعابر، ولجنة الوزارات والموظفين، واللجنة الأمنية.

وقال: "ذاهبون إلى قطاع غزة بروح إيجابية، وعاقدون العزم على القيام بدورنا في دعم جهود المصالحة وطي صفحة الانقسام؛ ليعود الوطن موحدا بشعبه ومؤسساته".

واعتبر الحمد الله أن توجه الحكومة الى قطاع غزة يأتي في سياق الخطوات العملية المبذولة لإنهاء الانقسام؛ ويهدف إلى الاطلاع على أوضاع القطاع ومؤسساته، بالإضافة الى عقد اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي كما هو معتاد، غدا الثلاثاء.

وساد الانقسام السياسي بين شقي الوطن منذ منتصف يونيو / حزيران 2007 عقب سيطرة "حماس" على قطاع غزة، وأعلنت حماس في السباع عشر من الشهر الماضي حل لجنتها الإدارية برعاية مصرية، وعلى إثر ذلك أعلن الرئيس محمود عباس عن ترحيبه بذلك وقدوم حكومة الحمد الله للقطاع لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورا.

المصدر: غزة- وكالة قدس نت للأنباء -