بين قطار المصالحة ،وربان السفينة ...

بقلم: حامد أبوعمرة

بكل صدق كلنا كشعب فلسطيني ،وكل الذين يدعمون المصالحة وإنهاء الانقسام من أحرار شعوب العالم الكل يبارك الخطوة التصالحية الكبرى التي تمت منذ أيام بين أحد أهم قطبي السياسة على الساحة الفلسطينية فتح وحماس ...وكم انتابتنا الفرحة ،والسرور عندما جاءت حكومة الوفاق الوطني من رام الله لتتسلم مهامها في غزة تمهيدا لعقد لقاءات عديدة يتم من خلالها استكمال ما تم الاتفاق عليه بالقاهرة 2011 برعاية الأشقاء في مصر ...وها نحن اليوم ننتظر ،وبكل شغف أن تسفر اللقاءات بين فتح وحماس في القاهرة عن تصالح كامل وعن اتفاق يجسد بسمة أمل وإطلالة جديدة مشرقة تذيب جمود الجليد ، وتواري المآسي والأوجاع ،والتي كم عانينا منها إثر الانقسام الجائر منذ سنوات عديدة ...توقف فيها حراك كل شيء بل أن الحراك عكسيا للوراء مما أثر ذلك سلبا على قضيتنا الفلسطينية على الساحة الدولية ،والإقليمية ، خصوصا في ظل الذين يتصيدون في المياه العكرة ،لبث الفرقة وتذويب وتصفية القضية حتى تتحول من قضية محورية دولية إلى مجرد مشكلة عادية لا تستدعي الاهتمام العالمي ...فالمتربصين بنا هم كثر سواء من الغرباء أو من أبناء جلدتنا في بلاد العرب أوطاني ... حاولوا كثيرا ،ولازالوا أن يحيكوا لنا الدسائس والفتن فينهالوا ، علينا ليضربونا بضربة رجل واحد ...حتى تتناثر ملفات قضيتنا الفلسطينية ، بين القبائل والأمم وعلى كل رفات أو بمياه البحر ...،على كل حال هيهات لأولئك المفسدين أن ينالوا منا ما تسول لهم أنفسهم ...أما اليوم الثلاثاء تستضيف القاهرة ...قاهرة المعز أحد أهم اللقاءات المصيرية ، والتي يتم من خلالها تتويج المصالحة الفلسطينية بكامل عناصرها ، والارتقاء بتلبية طموح وآمال الشعب الفلسطيني الذي كم عاني من ويلات الحروب ومن دمار أو هلاك ومن حصار وفقر وبطالة و... أسمعهم اليوم يقولون عبر بعض وسائل الإعلام مصطلحا جديدا قديما فيقولون قطار المصالحة ،وأنا من أسميته بذلك من قبل عبر العديد في مقالاتي ...ولكني اليوم أقول سفينة المصالحة لأن القطار عندما تخترق أرضيته فالعربة تواصل سيرها فوق القضبان الحديدية ولا ضير في ذلك أبدا ...يعني أن القطار سيصل المحطة تحت أي ظرف بلا أضرار ،أما السفينة فإن تم خرق أرضيتها تغرق لا محالة ،فيغرق الجميع ... سائق القطار لا يرسم خطا للسير لأن طريقه ثابتا ،لا يمكن تجاوزه... أما ربان السفينة يتعامل مع مجريات الأمور التي تواجهه في عمق البحر من رياح وأعاصير وأمواج عاتية نسأل الله سبحانه أن يوفق الوفود التي تمثلنا ،والتي هي بمثابة ربان السفينة أن يوفقها على مافيه الخير والصلاح من أجل إنجاح تنفيذ بنود المصالحة وتحقيق الأمل المنشود لأبناء شعبنا الفلسطيني الصامد والمكافح على أرضه ،وما يجعلنا نشعر بالأمل أو التفاؤل هو احتضان جمهورية مصر العربية ،مصر الشقيقة جارتنا الغالية والتي ،مهما كتبنا عن دورها البارز في توحيد صفوفنا فأنه تعجز الحروف أو الكلمات عن شكرها على دورها التاريخي الأصيل ولا يمكن أن نوفيها أبدا بما تستحق ... وكيف لا وهي دوما حكومة وشعبا نعم السند والعون لنا على مر الزمن ...وكيف لا وهي التي ترعى اليوم مثل تلك الأجواء أو اللقاءات المصيرية ،فأقل ما يمكن قوله هو تحية تقدير وإجلال للشعب المصري قيادة وجيشا وشعبا .
حقيقة... أني لا أكترث كثيرا بما يتم زعمه لما بعد تشكيل حكومة موحدة تمثل شعبنا في أن نجاح مثل تلك الخطوات أنها تأتي تمهيدا للانطلاق نحو تحقيق السلام العادل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ... وإن كانت تلك طموحات عظيمة لدينا ،وأقول لا اكترث كثيرا ، لأني على يقين أن عالم السياسة مبني على الغموض والطلاسم والأساطير ...فيكفي توحدنا تحت راية واحدة ،ويكفي أن ننهي انقسامنا وتفرقنا ، ويكفي أن تصل السفينة لبر الأمان حيث ينجو الجميع قبل الطوفان ...

 بقلم حامد أبوعمرة