نميمة البلد: استعادة الوحدة ... والطريق الوعرة

بقلم: جهاد حرب

تكللت الجهود المصرية والفلسطينية الأسبوع الفارط بالإعلان عن اتفاق "برتوكول أو اعلان" القاهرة للعام 2017 ليعبر عن نوايا انهاء الانقسام، على الرغم من عدم الإعلان رسميا في المؤتمر الصحفي عن الخطوات اللازمة لتمكين الحكومة بشكل واضح باستثناء تاريخي عقد اجتماع الفصائل الفلسطينية والاجتماع التقييمي لحركتي فتح وحماس وكلاهما في العاصمة المصرية. ومع ذلك هذا الامر لا يقلل من الأجواء الشعبية الاحتفالية بهذا "الاتفاق".

حسن النوايا قد لا تكفي "فالطريق الى جهنم مليئة بالنوايا الحسنة" في العمل السياسي. لكن في ظل الظروف الفلسطينية وحالة الانقسام والتشرذم على الأقل في السنوات الإحدى عشر الفارطة قد تكون بداية طريق طويلة ووعرة. هذه الطريق تحتاج الى إرادة لإنهاء الانقسام في جميع جنبات المؤسسة السياسية الفلسطينية وثقافتها، ناهيك عن معاناة المواطنين في قطاع غزة، ليس أكبرها انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يوميا، التي تحتاج أيضا لمعالجة جذرية للحفاظ على إنسانية المواطن الفلسطيني وكرامته.

سياسة الخطوة خطوة أو تتابع انجاز الملفات تحتاج بكل تأكيد الى وضع خطة خارطة طريق "خارطة مستقبل" تتضمن جميع التفاصيل المتعلقة بالملفات والقضايا الناجمة عن الانقسام والمتضمنة في اتفاق القاهرة 2011 وما استجد من أمور بعده، بما فيها اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، التي قد تمتد لعامين، يحدد فيها الآجال الزمنية وآليات حل أو إنجازها ووسائل التغلب على الخلافات. وهو ما كان غائبا أو غير معلن في اعلان القاهرة الأخير.

يُمثلُ عقلنة خطوات استعادة الوحدة وتدرجها أسلوبا ممكنا لتفادي الطريق الوعرة المليئة بالمطبات والعراقيل والتفافات الحادة والمنحدرات الصعبة. لكنها أيضا تحتاج الى ضوابط متفق عليها من ناحية، والى وضوح الخطوات من ناحية ثانية. لكي لا ترتفع توقعات المواطنين "الغزيين" من اعلان هنا أو هناك ما يزيد من الإحباط لديهم أكثر مما هم فيه من ألمٍ، أو السقوط في الهاوية.

بقلم/ جهاد حرب