"دونالد ترامب" الرجل المغرور . جاء الى الحكم ليغير من فلسفة الولايات المتحدة تجاه الآخرين . وبدعم من إبنه المدلل إسرائيل . كانت دعايته الإنتخابية دعم إسرائيل . فكان هناك دعم متبادل بين الأب والإبن . وبعد حصوله على الحكم إستعان بأموال الخليج بذريعة حمايتها من أقوى قوتين متنافستين على مقر الخلافة الإسلامية "مكة المكرمة" وهم رأس السنة في العالم "داعش" ورأس الشيعة في العالم "إيران" . كان ترامب لاعبا جيدا في سياسة إستعراض العضلات . أطلق النار على إيران من خلال فتح الملف النووي الإيراني ليعيد حساباته من جديد . ترامب المغرور وجد أن الإتفاق النووي الإيراني ليس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية . لأنه يرى أن إيران لا تزال صغيرة على دخولها في مسرح المنافسة مع الولايات المتحدة . ترامب الآن يهدد بالإنسحاب هو وحلفاءه من الإتفاق النووي الإيراني . لماذا ؟؟ من وجهة نظري أن مخاوف ترامب من إيران تكمن في عدة أسباب وهي .
أولا : الإتفاق النووي الإيراني سيفسح المجال لإيران أن تعمل بأريحية كاملة لتطوير منظومتها العسكرية بأشكالها المختلفة .
ثانيا : مشروع إيران النووي بحد ذاته يدخل إيران الى مربع القوى المتنافسة في العالم وحتى لو كان مشروعا سلميا ومحدودا . فهذا يعني أن إيران الدولة الإسلامية دخلت من باب التنافس مع الولايات المتحدة وحلفاءها . وهذا مرفوض بالنسبة لغرور ترامب .
ثالثا : إسرائيل الإبن المدلل للولايات المتحدة ستكون هي أول فريسة لإيران في حال تمكين إيران من المنطقة العربية .
رابعا : لا تزال إيران في نظر الولايات المتحدة داعمة للجماعات الجهادية المسلحة التي تشكل خطرا علىها وعلى حلفاءها .
خامسا : وهي الأهم بالنسبة لترامب ؟ أن سوريا لا تزال تحت حماية روسيا وإيران . ترامب يعلم جيدا أن روسيا من الممكن أن تتخلى عن سوريا في أي وقت لأن الرابط بينهما هو مصلحة سياسية وليس عقدية . أما العلاقة بين إيران وسوريا هي علاقة عقائدية ومذهبية بإمتياز . ولذلك يجب أن تسقط إيران كي تسقط سوريا .
ترامب إختار أن تكون له فلسفة خاصة به تختلف عن فلسفة أسلافه من حكام الولايات المتحدة . فهو يؤمن إيمانا قويا بسياسة فرض العضلات ولهجة التهديد المستمرة . وهذا ما يجعله أكثر غرورا وإندفاعا نحو الحرب . الجميع هنا يتسائل . هل ترامب سينفذ تهديداته بالإنسحاب من الإتفاق النووي الإيراني ؟ وهل إيران ستستجيب لتهديدات ترامب ؟ من وجهة نظري أن إيران ستحاول أن تطفئ نار ترامب بمزيد من التنازلات . لأن هدف إيران الحقيقي هو السيطرة على الوطن العربي بنية نشر المذهب الشيعي . وليس من مصلحة إيران الدخول بحرب مع الولايات المتحدة لأنها بغنى عنها . أما ترامب فسيحاول أن يصنع من تنازل إيران إنتصارا سيشفي غروره . الأيام المقبلة ستشهد إتفاقا نوويا جديدا بين إيران والولايات المتحدة . وهذا الإتفاق سيشفي غرور ترامب وسيجعل إيران أكثر إستقرارا في المنطقة .
الكاتب الصحفي : أشرف صالح