الشهيد جمال النمر يرحل في ذروة العطاء مناضلا

بقلم: عباس الجمعة

نحزن ويحزن مناضلو ومقاومو شعبنا لرحيل المناضل جمال النمر" ابو محمد " ابن بلدة ميعار في فلسطين ، واحد كوادر جبهة التحرير الفلسطينية، ولكن نقول اليوم يرحل المناضل " ابو محمد " ولكن تبقى مسيرة النضال الذي آمن بها ، مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات ، عناوينها مناضلون مخلصون حملوا على عاتقهم أمانة استمرارية المسيرة ، هذه المسيرة التي أسسها القائد الشهيد الامين العام ابو العباس ومعه كوكبة القادة و المناضلين المشهود لهم بالثورية والإخلاص في العمل والتضحية من اجل الوطن والقضية .

ابو محمد النمر ، يرحل في ذروة العطاء وهو على رأس مهمته النضالية مدافعا عن قضيته ومخيمه الرشيدية الذي عاش فيه والذي احتضن جثمانه الطاهر ، يغادرنا ابو محمد مناضلا فلسطينيا وطنيا ديمقراطيا ، انخرط منذ نعومة أظفاره في العمل الوطني والنضالي ممارسا كافة أشكال النضال ، عرفناه مقداما مبادرا ، معطاء لا يستكين ولا ييأس رغم سوداوية وبشاعة المراحل التي مر بها شعبنا الفلسطيني ومحطات اللجوء والتشرد والمعاناة ، هذا المناضل ، أفنى حياته في النضال تحت إطار جبهة التحرير الفلسطينية ، تعرفه كل مواقع النضال في لبنان ، تعرفه حق المعرفة وتعرف دوره الوطني المخلص والمبدئي وبدفاعه عن جبهة التحرير الفلسطينية.

جمال النمر يرحل عنا بصمت مثالا للعطاء والتضحية والبساطة الآسرة التي لازمته طوال حياته ، مخلصا ومبدئيا ، ولكن نقول ان رفاقه في جبهة التحرير الفلسطينية سوف يبقون على العهد ولن يحيدوا عن درب النضال والثورة المستمرة حتى تحرير كامل تراب فلسطين.

لقد امتلك الراحل القول والعمل وآثر إخوانه على نفسه، فأعطى للموقع قيمة، رغم كل المتغيراتكان يدرك بوعيه وإيمانه ، بقي حريصاً أشد الحرص على علاقته مع سائر القوى الفلسطينية رغم وضعه الصحي، حيث كان يقوم بمهماته بلا كلل حتى آخر لحظة في حياته، يكفيه أنه عاش ومات نظيف الفكر واليد.

لقد انتزع الراحل جمال النمر بتسلحه بنظرية كفاحية دون رتبة عسكرية ، فسطر اسمه بحروف وضاءة في الصفحات البيض ، واليوم يعز عليّ أن أفقد أخاً ورفيقاً في قيادة الجبهة بمنطقة صور، تعرفت إلى خصاله الطيبة ، وكان رحمه الله حريصاً كل الحرص على إيصال قضايا المواطنين ومطالبهم وهمومهم من خلال الاجتماعات الى اللجان الشعبية.

نعم كان جمال النمر حريصا على عمله بين الجماهير واضحاً وثابتاً ، لذلك بمقدار ما يقدم أحدنا لقضيته يستحق أن يحظى بشرف الوطنية التي باتت تعلو على كل المكاسب، من أجل حرية الإنسان وكرامته.

من هنا نقول لقد غاب جمال النمر جسدا ، فلن تخبو كلماته بنوافذ الحلم و أبواب الكرامة والقهر وقلاع مخيمات الصمود والتحدي واسطورة النضال وكل الوان التسميات ، ولكن علينا ان نعمل ونحاسب المتاجرين بالقضية وحقوق الشعب، فعلينا نبني جسر الحرية

ختاما : ستبقى حياة الراحل الشهيد جمال النمر مثالاُ يحتذى من أجل حرية فلسطين ، ومن أجل مستقبلها المشرق، وان التراث الغني لهذا المناضل الذي ربط مصيره بمصير قضيته، يستحق أن يحيا دائماً في ذاكرة الأجيال الجديدة الشابة، من المناضلين الذين يواصلون درب النضال من اجل تحرير الارض والانسان.

بقلم/ عباس الجمعة