ليس ثمة من ينكر، أن حركة حماس بقيادتها الحالية تسير بخطى ثابتة وجادة لتطوير علاقاتها الداخلية والخارجية، وفق استراتيجية واضحة تهدف إلى "تصفير المشاكل"، وفق تأكيد قائدها في قطاع غزة يحيي السنوار، خلال لقاءه بالنخب النقابية من الفصائل الفلسطينية أمس الثلاثاء في غزة.
لقاء السنوار مع النخب النقابية يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التي يعّكف على عقدّها بهدف تمتيّن المصالحة والخروج نهائياً من مربع الانقسام المقيت الذي اضّر بالمشروع الوطني برمته، علاوةً على إعادة الاعتبار لدور حماس المؤثر في المنطقة باعتبارها لاعباً أساسياً ورقماً لا يمكن تجاوزه .
تحركات حماس وتوجهاتها الحالية تأتي في خضّم المتغيرات السياسية على الصعيدين المحلي والإقليمي التي كادت أن تعصف بالقضية الفلسطينية برمتها، لا سيما العلاقات الفلسطينية- الفلسطينية وانعكاساتها على الواقع المعيشي للمواطنين، إضافة لعلاقات حماس السابقة التي شهدّت توتراً مع جمهورية مصر العربية، نظراً لحساسية موقع حماس وخلفيتها الاخوانية.
كما وأن توجهات قيادة حماس الحالية تأتي انطلاقاً من حرصّها كحركة مقاومة فلسطينية، تسعي لكسب تأييد الرأي العام الداخلي والخارجي، وحشّد كل الطاقات لاستكمال مشروع التحرير والعودة، فقد لبت نداءات الفصائل الفلسطينية وقدمت كل ما يلزم منها لإتمام المصالحة وتمكين حكومة التوافق.
استراتيجية حماس الجديدة تهدف لترتيب الأولويات الداخلية والخارجية، وطي الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا الفلسطيني "الانقسام المأساوي"، فعلى الصعيد الداخلي شهدت الآونة الأخيرة سلسلة لقاءات للسنوار مع قطاعات مختلفة من شرائح الشعب الفلسطيني بهدف تمتين الجبهة الداخلية والنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني.
وتشهد العلاقات الخارجية لحركة حماس نقلة نوعية، في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة بالقاهرة، حيث أجرى رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنيه عدة لقاءات واتصالات مع قادة وممثلي بعض الدول العربية والاجنبية، علاوة على الزيارة التاريخية لنائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري على رأس وفد رفيع المستوي إلى العاصمة الإيرانية طهران، التي أجرى خلالها محادثات مع المسؤولين الإيرانيين وُصفت بالإيجابية .
وما يهمنا بأن هذا التوجه الجديد لحركة حماس يسحب الذرائع المسببة للانقسام وينسجم مع تطلعات الشعب الفلسطيني ويلبي آماله بالحرية والعيش بكرامة، ومن جانب آخر يبعث الأمل في تعزيز وحماية خيار المقاومة كخيار استراتيجي للجم غطرسة العدو الصهيوني الذي أستغل الانقسام لالتهام الارض الفلسطينية وفرض الحصار الظالم على قطاع غزة .
ما نود التأكيد عليه أن القضية الفلسطينية على مفترق خطير، يتطلب من الكل الفلسطيني الوحدة ورص الصفوف والعمل الجاد للخروج من المأزق الراهن الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، في محاولة جادة لإفشال كل المخططات والسيناريوهات المطروحة لتصفية القضية الفلسطينية .
بقلم/ رضوان أبو جاموس