سلاح المقاومة.... خط احمر

بقلم: مصطفى أبو السعود

ربما نجد أن الكثير من الناس لهم تحفظات على سلوكيات حركة حماس كنموذج حكم، وهذا أمرٌ طبيعي باعتبار ‍( أنَّ نصفَ الناسِ أعداءٌ لمنْ ولـيَ الأحكامَ هذا إن عَدَلْ ) كما قال الشاعر عمر بن المظفر بن الوردي، ولأن قادة حماس واعضائها ، بشر ، فالخطأ واردٌ جداً من البشر لأن العصمة للأنبياء فقط، لكن رغم ما للناس من تحفظات على حماس ، فإنك لو سألت المتحفظين على اداء حماس الاداري ضمن المؤسسات الحكومية ، ما رأيك بفكرة نزع سلاح المقاومة ؟
أنا على يقين بأن (لا ) هي الإجابة الاسرع حضوراً باعتبارها الإجابة الأكثر قرباً للنفس البشرية التي تسعى للدفاع عن نفسها ضد الاحتلال بكل وسيلة ممكنة حتى تقرير مصيرها، والاكثر انسجاما مع المنطق الذي يرى بأن الحكم يزول بزوال العلة ويبقى ببقائها، إذن وجود المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال، فإن بقي، بقيت، وان زال الاحتلال زالت.
الإجابة ( لا ) ليست نابعة من أننا نهوى سفك الدماء ، فنحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا ، بل لأننا تأكدنا أن السلاح هو وسيلة ندافع بها عن أنفسنا بعدما رأينا ( أن الدمع لا يشفى لنا صدراً ... ولا يبري لنا جرحاً ) كما قال الشاعر عبدالله التميمي، ثم إن التجارب الثورية النضالية عبر التاريخ قد علمتنا أن ما أخذ بالقوة لا ولن يسترد إلا بالقوة، وأن الإتكاء على صدر المنظمات الدولية والبكاء في حضنها ، لعلها تعيد حقك ،هو وهمٌ كبير جداً ، يسلي الضعفاء أنفسهم به، لأن هذه المؤسسات هي شريكة في استمرار نكبتنا لأنها تستمد هوائها من رئة طغاة العالم.
إن مجرد التفكير بنزع سلاح المقاومة هو ضرب من الجنون ، لان السلاح هو الوسيلة الوحيدة التي تزلزل أمن اسرائيل ، بعدما جربنا لمفاوضات منذ ما يزيد عن 25 عاما، فالإسرائيليون يحرصون كثيرا على الحياة ، ولا يهتمون بمن يتكلم بل يمن يفعل، وهذا جاء على لسان شمعون بيرس احد مؤسسين الكيان الصهيوني حين قال في كتابه " الشرق الاوسط الجديد " ( نحن نحكم على الناس بعد كل قول وصنع كل شيء ، لا بما يهرفون، بل بما يفعلون).
التاريخ العربي يؤكد لنا ان سلاح العربي هو شرفه يصد به كل صائل، ولنا في المتنبي مرشد ودليل حين قال (السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ)، وبما أننا لا زلنا نعيش تحت الاحتلال الاسرائيلي الذي يملك اسلحة تفوق كما وكيفا كل ما تملكه الدول العربية ويمارس ضدنا ابشع انواع الجرائم في التاريخ، فإنه من حقنا امتلاك السلاح استنادا لما اقرته كل الشرائع السماوية والارضية التي كفلت لنا حق مقاومة الاحتلال .
قد يبر الداعون لهذه الفكرة بأن المقاومة لم تجلب لنا الا الدمار وقد اظهرتنا بصورة الارهابين المتوحشين، وإنها لم تؤلم العدو، وعلينا اظهار صورتنا للعالم بأننا اصحاب حق ومظلومين، اقول هذه نظرية غير صحيحة واصحابها ضعفاء، لأنه لو لم يكن سلاح المقاومة مؤلما للعدو الاسرائيلي لما خرج من غزة تحت ضربات المجاهدين، ولما حشد ويحشد المزيد من الدعم المالي والسياسي والعسكري لمواجهة المقاومة في غزة، وهنا استذكر قول الزعيم الهندي (مهاتما غاندي) حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه هو ، لا بالسلاح الذي تخشاه أنت) وتصوروا لو ان نموذج المقاومة المسلحة يتقدم ويتعمم في كل فلسطين، هل سنرى المستوطنين يعربدون في الضفة الفلسطينية ويقتحمون القدس والمسجد الاقصى ؟


الكاتب : مصطفى محمد ابو السعود
فلسطين_غزة