بذات التاريخ من العام 95 بالقرن الماضي ... وصلت يد الغدر الجبانة لتنال من جسد المؤسس والمفكر الاسلامي والوطني الدكتور فتحي الشقاقي ... مؤسس حركة الجهاد الاسلامي احدى الحركات السياسية الوطنية الاسلامية التي نعتز بها ... ونفخر بالعديد من مواقفها وسجل تاريخها ... وكفاحها الطويل ... وتضحيات أعضاءها وقادتها .
كانت الفاجعه ولحظة الحزن الشديد ... عندما يكون الغياب ... وعندما يطلق الرصاص ... لينال من جسد طاهر ... وفكر ناضج ... لرجل قائد اراد ان يفكر بوطنه ... وان يعمل على تأسيس حركة هدفها حرية شعبه
... وليس الاعتداء او التعدي على احد .
لم يكن استشهاد فتحي الشقاقي حاجزا ومانعا ... من استمرار وتقدم وتطور هذه الحركة الوطنية الاسلامية والتي حافظت على قيمها ومبادئها وفكرتها التي قام على تأسيسها هذا الشهيد القائد ... وابقت على الفكرة ... بما يؤكد مجمل مواقفها الوطنية ... وحرصها على مبادئ الوحدة ... وطهارة سلاحها ... والتزامها برؤية الاغلبية الوطنية ... حتى وان كانت تتعارض مع جذور مواقفها ... ومنطلقات فكرها ... التزاما وحرصا من هذه الحركة ... على ان تكون عامل وحدة ... وان لا تشارك حتى وان كان على حسابها بأن تكون عامل فرقة وانقسام .
حركة الجهاد الاسلامي ومن خلال فكر مؤسسها الشهيد فتحي الشقاقي وقيادتها المتمثلة بالدكتور رمضان شلح ... انما تؤكد على تماسك ووحدة الفكرة ... وحرصها على توجهاتها ... واهدافها الوطنية الخالصة ... وعلى مواقفها المبدئية ... وعلاقاتها الاستيراتيجية ومجمل الضوابط والقيم والمنطلقات التي تحكم قرارات هذه الحركة ... بأكثر ما يحكمها من علاقات خارجية ... بحكم عوامل عديدة .
حركة الجهاد الاسلامي ومن خلال المتابعه الاعلامية نرى انها تسير وفق ميزان وطني له محدداته واولوياته ... كما له حساباته الخاصة والعامة ... التي لا تحيد عن صلب الموقف الوطني ... وبذات الوقت لا تتعارض ولا تتناقض مع مجمل مواقف اخوة الوطن ... واولوياته ومصالحه العليا .
حكمة الجهاد الاسلامي التي اسسها الشهيد فتحي الشقاقي تبقي المحرك والمنطلق والبوصلة التي يتأكد منها الجميع ... عن حرص هذه الحركة على الوحدة الوطنية ... كما حرصها على الثوابت النضالية والتحررية ... كما حرصها على طهارة سلاحها ... كما مهنية ووطنية اعلامها بكافة وسائله والهادفه الى تعزيز مقومات الصمود ... كما مقومات الوحدة الداخلية ... وعدم الدخول بمهاترات وتجاذبات ومناكفات لا طائل منها .
أراد الصهاينة بغدرهم وقتلهم للشهيد فتحي الشقاقي ان يغتالوا الفكرة ... والرمزية ... وروح التضحية ... لكنهم اشعلوها ... وزادوا من وتيرتها وجعلوا منها فكرا متجددا ... ونضالا مستمرا ... ووقوفا صادقا وامينا ... لا يعرف التراجع ... ولا التهاون .. بل يزداد قوة وصلابة وارادة لا تموت ... وفكرا لا زال قائما ومترابطا ... ويزداد اغناءا ونضوجا ... بعيدا عن الجمود ... ومن خلال روح المرونة المحافظة على صلابة الفكرة ومواقفها .
الجهاد الاسلامي حركة وطنية اسلامية لها قرأتها السياسية ومنطلقاتها الفكرية ... كما لها اولوياتها وقراراتها ... لكننا وبرغم ما يمكن ان نختلف عليه من مواقف الحركة السياسية ... الا اننا نعتز بتلك الحركة ومواقفها ... وروحها الوحدوية ... وحرصها على الوطن والشعب والقضية .. كما ونكرر رؤيتنا الخاصة .. والتي نطالب بها هذه الحركة بعدم ترك المجال السياسي ...والمشاركة والشراكة داخل الاطر والقنوات الشرعيه ...حتى تكون الجهاد الاسلامي في اطار مؤسسات المنظمة والسلطة بأعتبارها تمثل الشرعيه الوطنية الفلسطينية المعترف بها وطنيا واقليميا ودوليا ... وحتى لا تكون حركة الجهاد الاسلامي عرضة لمتغيرات قادمه ... لا نعرف مداها ... ومدى تأثيرها .
(عاشت ذكرى الشهيد ... والنصر لشعبنا)
بقلم/ وفيق زنداح