أعوام تمر ، وسنين تجري ك جري مياه الأنهار من منابعها ، والعمر يمضي ك مضي امواج البحر حين سكون الرياح ، وما زال الدم الفلسطيني يسيلوا على تراب وطنه ك سيل دماء الدواب عند ذبحها اعزكم الله .
ودموع الاطفال تذرف لأنه جاء من بطن أم عانت وما تزالوا تعاني ويلات الم الهجرة والفراق عن أرضها وارض أجدادها ، وكذلك عن فراق زوجها واخوانها واقاربها وهم يدافعون عن شرفهم وشرف أمتهم العربية والإسلامية .
بل إن من يتابع سلسلة الأحداث والمجريات التي حدثت في أيام لم يتوقعها شعب يؤمن بالسلام والحرية ، ويمتلك من الطيبتي والكرم والنخوة لا يمتلكها أحد من أبناء أمتنا العربية ، من صور المجازر والمذابح بحق هذا الشعب . فتجعل من أعين من يتابع ويمحص في الماضي شرارة غضب تشعل النيران لتحرق أبناء الصهيونية واتباعهم واتباع من تبعهم ومن اوجدهم على أرض فلسطين .
نتكلم عن بداية النكبة ، ألا وهي وعد بلفور ، ونسي البعض منا بعد مرور اعوام وسنين من عمرنا بأن هذا الوعد الذي اعطته بريطانيا التي لاتملك من الأساس الارض إلى من لا يستحق وهم بني صهيون .
ومن هنا تبدء الحكاية ، فلذلك لتكن " النكبة الكبرى الأولى "، التي ﻣﻨﺤﺖ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﻃﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﺔ ' ﺃﺭﺽ ﺑﻼ ﺷﻌﺐ ﻟﺸﻌﺐ ﺑﻼ ﺃﺭﺽ .'
وسبب هذا الوعد هو ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ الصهيوني ﻭﺍﻳﺰﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﻴﺘﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﺎ ﺑﻜﻤﻴﺎﺕ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﺩﻳﺮ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻔﻲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻮﺭﺩ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، وجزاء ما قام به هذا الصهيوني ﻓﺈﻥ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺭﻏﺒﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻬﺎ،ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﺭﻏﺒﺖ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ،، ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ الوعد 2 نوفمبر من ﻋﺎﻡ (1917 )م،، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺷﻴﺌﺎً .
ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺘﺎﺑﻌﺖ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﺘﻰ ﺃﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺍﻧﺼﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ، ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﺍﻟﻬﻨﺪ، ﻭﺃﻭﺭوﺑﺎ، ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ، ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ( 1948 ) ﻡ , ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻔﺎً، ﺛﻢ ﺗﺘﺎﺑﻌﺖ ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﻭﻋﺪ ﺑﻠﻔﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻐﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻛﻴﺎﻥ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ؛ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻊ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺷﻌﺐ ﻣﺘﺠﺬﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻨﺬ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ .
ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻣﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﺁﺭﺛﺮ ﺟﻴﻤﺲ ﺑﻠﻔﻮﺭ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺩﻳﻔﻴﺪ ﻟﻮﻳﺪ ﺟﻮﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺎﻡ 1917 ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ﺭﻭﺗﺸﻴﻠﺪ، ﺃﺣﺪ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺩﺍﺭﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﻘﺪﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ
ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .
من ﺟﻬﺘﻬﺎ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻣﺴﺘﻨﺪﺍ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻟﺘﺪﻋﻢ ﺑﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ، ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻬﺪ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻭﻃﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻬﻢ، ﻳﺠﻤﻊ ﺷﺘﺎﺗﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ، ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﻷﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺍﻷﻭﻝ، ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﺯﻝ ﺑﺴﻮﻳﺴﺮﺍ ﻋﺎﻡ 1897 ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮّ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ، ﻭﺃﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺗﻜﺎﻓﺢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻭﻃﻦ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ .
فلذلك نحن ك شعب فلسطين يجب أن نعلنها للجميع بأن وعد بلفور النكبة الكبرى الأولى والتي تمخض عنها النكبة الكبرى الثانية عام 1948 ، وتاكيدا على ذلك ما قامت به ﺭﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﻴﺮﻳﺰﺍ ﻣﺎﻱ، ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺘﺤﺘﻔﻞ ﺑﻤﺮﻭﺭ 100 ﻋﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﺪ ﺑﻠﻔﻮﺭ " ﺑﺎﻓﺘﺨﺎﺭ " ، ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﻤﺎ ﻧﻘﻠﺘﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ " ﺗﺎﻳﻤﺰ ﺃﻭﻑ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ."
ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺘﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ، ﺃﺿﺎﻓﺖ ﻣﺎﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﺪﻭﺭ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ " ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ " ، ﻣﺆﻛﺪﺓ ﺃﻧﻪ " ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ﻹﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ."
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺭﻓﻀﺖ ﻓﻲ ﺃﺑﺮﻳﻞ / ﻧﻴﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﻱ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﻋﺪ ﺑﻠﻔﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺲ ﻟﻘﻴﺎﻡ " ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ .
هذا يدل بالفعل بأن بريطانيا هي المسؤولة أمام العالم أجمع وامام الشعب الفلسطيني والأمة العربية على وجه الخصوص بنكبة فلسطين الأولى .
ولا ننسى كذلك بأن بريطانيا لها شركاء في هذا الوعد والموافقة عليه ، وهم أمريكا وفرنسا وايطاليا واليابان .
فمعنى الحديث بأن مخطط إقامة كيان إسرائيلي على أرض فلسطين هو مخطط مشترك بين الدول الأوروبية والغربية .
لأن ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﻋﺮﺿﺖ ﻧﺺ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺑﻠﻔﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻭﻟﺴﻮﻥ، ﻭﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺘﻮﺍﻩ ﻗﺒﻞ ﻧﺸﺮﻩ، ﻭﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺭﺳﻤﻴﺎ ﺳﻨﺔ 1918 ، ﺛﻢ ﺗﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻭﻟﺴﻮﻥ ﺭﺳﻤﻴﺎ ﻭﻋﻠﻨﻴﺎ ﺳﻨﺔ 1919 ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ، ﻭﻓﻲ 25 ﻧﻴﺴﺎﻥ ﺳﻨﺔ 1920 ، ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺳﺎﻥ ﺭﻳﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻬﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﺎﻻﻧﺘﺪﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭﺃﻥ ﻳﻮﺿﻊ ﻭﻋﺪ ﺑﻠﻔﻮﺭ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻚ ﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ، ﻭﻓﻲ 24 ﺗﻤﻮﺯ ﻋﺎﻡ 1922 ﻭﺍﻓﻖ ﻣﺠﻠﺲ ﻋﺼﺒﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻞ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻓﻲ 29 ﺃﻳﻠﻮﻝ 1923 ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻭﻋﺪ ﺑﻠﻔﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﻭﻋﺪﺍ ﻏﺮﺑﻴﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﺤﺴﺐ .
فلذلك لنعلنها النكبة الكبرى الأولى ، ويجب على منظمة التحرير الفلسطينية ملاحقة الجناة ومحاسبتهم على فعلتهم التاريخية كما قالتها وزيرة بريطانيا تيريزا التي تعتقد بأن بريطانيا ليس لها دخل بسبب أنه أمر تاريخي ، ولكن جوابنا لها بأن التاريخ والسياسة واجه لعمله واحدة ، ويجب الإعتراف بذلك .
بقلم/ طارق الصيفي