تأتي حادثة تفجير قوات الجيش الاسرائيلي نفقاً قيد الانشاء داخل الشريط الحدودي شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة ، التي اودت بحياة ٩ مواطنين فلسطينيين واصابة أكثر من ١٢ مواطناً ، مخالفاً ومعاكساً لحالة الهدوء الميداني التي يشهدها القطاع في الآونة الأخيرة .
وهذا التفجير هو رسالة واضحة لعدة أطراف ، وعلى رأسها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن لوقف جهود المصالحة الوطنية وتحييد " حماس " و" الجهاد الاسلامي " .
لا شك أن هذا التفجير يثير الريبة ويضع علامات استفهام وتعجب أمام نوايا حكومة اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو وليبرمان ، حيث أنه يعيد الى الذهن الوضع الذي سبق العدوان على غزة هاشم في صيف ٢٠١٤ .
ويبدو واضحاً أن الهدف من وراء تفجير نفق المقاومة جاء بهدف عرقلة المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتج وحماس ، وتفجير التهدئة ، وتوتير الاوضاع واشعال الأجواء في قطاع غزة والجنوب ، سعياً لضرب سلاح المقاومة وسلاح الوحدة الوطنية .
ان الرد العملي والسياسي على هذا التصعيد الاسرائيلي ، يتطلب الاسراع في انجاز بنود اتفاق القاهرة الأخير بشأن المصالحة الوطنية الفلسطينية ، فالاحتلال استهدف أنقاق المقاومة لأنه امتعض من المساعي المصرية الحثيثة لاعادة اللحمة الوطنية في الشارع الفلسطيني وانهاء حالة الانقسام في الصف الوطني ، وهو يرفض الاتفاق على مرجعية موحدة للموقف والاجماع الفلسطيني ، وشواهد الصراع طويل الأمد تؤكد ذلك بجلاء ووضوح ، وقدماً على طريق استعادة الوحدة الوطنية الغلابة وتوطيد اركان منظمة التحرير الفلسطينية ، لصالح قضية شعبنا ولانجاز حقوقه الثايتة المشروعة .
بقلم/ شاكر فريد حسن