أكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، أن الجدية والبُعد عن الانتقائية في تفعيل جريمة وعد بلفور، سيؤدي لتأليب العالم ضد بريطانيا التي أسست لنكبة الشعب الفلسطيني بإصدارها وعد بلفورقبل مائة عام في 2 تشرين الثاني عام 1917،  تحت غِطاء الشرعية الدولية في ذلك الوقت، بتضمين صك الانتداب الوعد، الأمر الذي مهد لبريطانيا تأسيس الدولة اليهودية من خلال انتدابها لفلسطيني عام 1918، مشدداً في ذات الوقت على أهمية تفعيل المجلس التشريعي لإثارة وعد بلفور المشؤوم أمام برلمانات العالم.

بلفور.. الجدية في الاحتفال

وقال خريشة في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، بشأن دور المجلس التشريعي الفلسطيني إحياء وعد بلفور إن "المجلس التشريعي يسعى لإصدار قانون يعُد وعد بلفور جريمة دولية، ولكن الأصل أن يًسن المجلس الوطني الفلسطيني قانوناً بهذا الشأن، الأمر الذي يعكس الجدية في تناول جريمة العصر الكبرى التي أدت لقيام الدولة اليهودية، بعيداً عن الانتقائية في تناول الحدث".

وشدد على أهمية تًوحد المرجعيات وتضافر الجهود التشريعية سواء المجلس التشريعي أو الوطني، وكذلك التنفيذية من خلال الحكومة الفلسطينية في تأليب العالم ضد بريطانيا التي بدأت من عندها نكبة الشعب الفلسطيني.

مئوية بلفور.. وانتزاع اعتذار بريطاني

وبشأن كيفية انتزاع اعتذار من بريطانيا التي يتواجد بها لوبي صهيوني قوي أكد خريشة، أنه "قبل عام من الآن كان هناك تصويت داخل مجلس العموم البريطاني اقر بحق الشعب الفلسطيني في أرضه، وطالب الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطينية، وهذا مؤشر مهم  يجب البِنًاء عليه".

وشدد على أنه قبل المطالبة بالاعتذار ينبغي ممارسة ضغوطاً، سواء كانت فلسطينية بدرجة أولى من خلال  العمل على وحدة شعبنا، وعربياً من خلال استخدام جامعة الدول العربية التي هي بالأصل أُنشأت في ظروف ضياع فلسطين لتتحمل مسؤوليتها، بالإضافة لاستخدام النفوذ العربي وأصدقاء الشعب الفلسطيني في العالم من أجل الضغط على الأوربيين بشكل عام وعلى البريطانيين بشكل خاص، من أجل الاعتراف بالمسؤولية عن نكبة الشعب الفلسطيني.

ونوه إلى أن اليهود يمارسوا ضغوطاً على الأوربيين ويبتزوهم في سبيل استمرار تدفق الأموال لدفع ثمن اضطهادهم سابقاً، في الوقت الذي لم يكن الشعب الفلسطيني طرفاً في معاناتهم ، بينما اليهود طرفاً أساسياً في معاناة الشعب الفلسطيني والذي أسس له وعد بلفور.

محاكاة برلمانات العالم.. ووعد بلفور

وفيما يتعلق بتًصعيد المجلس التشريعي جريمة بلفور أمام برلمانات العالم أكد خريشة، أن "الأصل تفعيل المجلس التشريعي ودعوته للانعقاد حتى يتمكن من محاكاة برلمانات العالم بصورة موحد".

وشدد على أن وحدة المجلس التشريعي سترسل رسالة للعالم أن المؤسسات الفلسطينية موحدة، الأمر الذي سيزيد من فعالية المجلس التشريعي في كل برلمانات العالم التي يملك الفلسطينيين عضوية فيها كالبرلمان الأورومتوسطي، بالإضافة لأصدقائهم في البرلمان الأوروبي.

وقد أوصى المجلس التشريعي الفلسطيني بسن قانون خاص يعتبر وعد بلفور "جريمة دولية"، ويجرم التعاطي مع هذا الوعد على المستويات الدولية والإقليمية والفلسطينية، إلى جانب تشكيل هيئة وطنية لمتابعة ورصد الجهات التي تروج للوعد لملاحقتها قضائياً ودبلوماسياً، والضغط على الحكومة البريطانية للاعتذار عن الوعد والإقرار بمسؤوليتها التاريخية والقانونية عنه.