يبلغ الدخل القومي للسعودية حوالي 191 مليار دولار ونشرت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الامريكية تقريرا قالت فيه ربما تضطر المملكة في نهاية هذا العام لطرح سندات للبيع بالعملات المحلية وكما ذكرت التقارير فان العجز في الموازنة بلغ 20% اي ما يقدر 39 مليار دولار، وتاني ظروف الحرب الخليجية في اوقات سياسية وامنية واقتصدية غير ملائمة حيث انخفض سعر برميل النفط من 112 دولار الى 46 دولار ومن ثم عنصر جديد اضيف الى تغقيدات الازمة اليمنية ودول التحالف الاتفاق النووي بين الغرب وامريكا من جهة وايران من جهة اخرى.
تصنف المملكة العربية السعودية برابع دولة في الانفاق العسكري حيث قدرت باكثر من 80 مليار دولار العام الماضي بزيادة تقدر 17% عن العام الذي سبقه وتعتبر السعودية هي من ضمن 15 دولة في العالم تحشد موازنة عسكرية ضخمة وكما جاء في التقرير للمعهدالدولي لابحاث السلام في استكهولم.
ويقدر كما ذكر تقرير امريكي ان تعداد الجيش السعودي يبلغ 200000 الف نسمة موزعين على القوات الجوية الملكية والبحرية والدفاع الجوي والحرس الوطني وتمتاز القوات المسلحة السعودية باقتنائها على احدث الاسلحة التكنولوجية والمصنعة في دول المنشأ امريكا وفرنسا وبريطانيا ومن ثم اتجهت السعودية مؤخرا لروسبا للحصول على اسلحة متطورة، ولكن التطور السريع لجارتها ايران في منظمة الصواريخ بعيدة المدى والاستراتيجية ان تعمل بشكل حثيث على تطوير وسائل الدفاع الجوي.
التقديرات لعاصفة الحزم بانها ستكون حرب خاطفة او لشهور او لسنة وهنا تم تجاهل طبيعة الارض اليمنية وديموغلاافية سكان اليمن، فالقضية تكمن ليست في قوات الحوثيين والجيش اليمني لعلي لعبد الله صالح وهي الجلهة التي اعطتها السعودية ودول التحالف الاولية في مواجهتها فهناك مجموعات خارج السيطرة من القبائل والمجموعات الاسرمية المتطرفة مثل تنظيم الدولة والقاعدة، تلك الراكين التي قد تحول اليمن اللا بؤلرة لاستنزاف طاقات السعودية ودول الخليج في حروب ومواجهات قد تستمر لعقد او اكثر.. وان كانت دول التحالف قد استطاعت تحرير عدن والجنوب وقواتها الان على سد مأرب بوابة المدينة صنعاء... وان استطاعت دول التحالف تحقيق نصر واسترجاع هادي ونظامه فعليها بعد ذلك ان تتحمل حرب يمنية يمنية وعدم الاستقرار بين قبائل مع بهضها البعض وبين نظام هادي والحوثيين ومجموعات موالية لعلي عبد الله صالح ومواجاهات بين هادي والتطرف الاسلامي والدولة الاسلامية او بين الحوثيين والدولة الاسلامية مما يجعل منظومة هادي تتحول الى دولة فاشلة.
بعد اكثر من عام من بدء عاصفة الحزم تكبدت السعودية ودول الخليج خسارة تقدر 50 مليار او اكثر من الدولارات وذكرت بعض التقارير من وكالة بلومبرغ الامريكية ان المملكة قد سحبت من استثماراتها في الخارج ما يقدر 70 مليار دولار واصدرت سندات سياديةبقيمة 5.3 مليار دولار حيث يحتل الصندوق السيادي للسعودية المرتبة الثالثة في العالم حيث تستطيع السعودية الاعتماد على احتياطياتها لعدة سنوات.
بعد تفجر الثورة الايرانية عام 1979 كان معها ظهور الدولة الاسلامية في ايران والي رفعت شعار الموت لامريكا وامريكا الشيطان الاكبر ورى العراق ان الثورة الايرانية تهدد البوابة الشرقية للوطن العربي والامن القومي العربي قكانت الحرب الايرانية العراقية من عام 1980 الى عام 1988م اي استغرقت ثماني سنوات على اثرها حملت الدولة العراقية العنية بالبترول ديون طائلة وانهار الاقتصاد العراقي ومهد لاجتياح امريكي للعراق واصبح العراق مرهون الغذاء بدلا من النفط.
الحرب اليمنية الخليجية والتي رفعت لواء الحفاظ على الامن القومي العربي ضد الغزو الايراني والنفوذ الايراني المهدد لدول الخليج والحدود الجنوبية للسعوديةوامريكا التي اعتمدت على تصدير الحروب للمنطقة على غرار الحرب الايرانية العراقية واشعال المنطقة في حروب بينية ارادت منها ان تضعف بل تستنزف الاقتصاد السعودي والخليجي الذي يمكن ان يوجه للتنمية وارادت من الصراع اليمني اليمني وتنشيط منظومة الطائفية والمذهبية والعشائرية ان تجعلها حربا مستنزفة للطاقات لقوى عديدة ومتناقضة ليس من اليسير الخروج منها على المدى المنظور، ايران بعد ان اقر الغرب بدورها الاقليمي وسعيها لمليء مناطق الفراغ والحفاظ على امنها الاقليمي والقومي كما هي السعودية التي ارتات من النفوذ الايراني في اليمن تهديدا لامنها القومي والاقليمي معادلة من الصعب فكها على الارض اليمنية فللسعودية حق ضمن الخارطة السياسية الدولية والقوى العظمى واهمها امريكا وايران ايضا لها من مناطق الفراغ وسيلة لتوسع نفوذ امنها الاقليمي والقومي.
من هنا نستطيع ان نضع بصمات من فتح علاقات ومفاوضات جادة بين ايران ودول الخليج يبدأ بانسحاب ايران من الجزر الامارتية الثلاث وان تكف السعودية عن دعم التطرف في سوريا وان ترفع جميع القوى ابديها عن الشعب اليمني والشعب السوري، فاعتقد ان حسن الجوار بين العرب وايران اقرب كثيرا من السير عبر المحيطات لتكون امريكا هي الجارة، مفاوضات تعتمد على خطوط احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، اما تبقى الاوضاع السياسية والاىمنية وما يصاحبها من سفك دماء عربية في اليمن وسوريا واستنزاف لقدرات دول عربية من السعودية لدول الخليج وتبويب لاستطضعاف واضعاف تلك الدول لسيناريوهات مشابهة لسيناريو العراق فهو خسارة فادحة للامة العربية وامنها وديموغرافيتها ووجودها وهنا نحذر.
سميح خلف