الاسلام السياسي والنظرة الى المرأة ..!

بقلم: شاكر فريد حسن

مع صعود تيارات الاسلام السياسي في المنطقة العربية ، استشرت ظاهرة اطلاق الفتاوى التي تهين وتحط من انسانية المرأة وقدرها ووجودها ، وتهدد حقوقها ، فتاوى تسفير المرأة وتصديرها كسلعة لا قيمة لها ، والنظرة لها مجرد وعاء جنسي وجسد ، وأداة لامتاع الرجل  وتفريغ شهواته وشبقه الجنسي لا غير .

وقد افرزت الاحداث السورية ظهور وانتشار فتوى " جهاد النكاح " التي اطلقها الداعية السوري محمد العريفي ، الذي انكر فيما بعد صدور هذه الفتوى عنه .

المرأة في مجتمعاتنا العربية مستلبة فكرياً ، وقنعت بأن تكون متاعاً أو سلعة تعرض في الدعايات التجارية ودور الازياء ، واحياناً في سوق النخاسة ، وتابعة للرجل ، متنازلة عن حقوقها الطبيعية ، وراضية بما أقنع به عقلها المستلب المنسجم مع تفكيرها السطحي .

وفي الحقيقة أن هنالك خلطاً بين الكثير من المفاهيم الدينية الاجتماعية ، فالاسلام وضع الاسس والقواعد والمرتكزات والمبادىء العامة لتحرير المرأة وانصافها واعلاء شأنها ومكانتها ، وترك الباب مشرعاً بما يتناسب مع التطور الاجتماعي العصري .

لقد دأب العديد من شيوخ اليوم باطلاق الفتاوى المهينة لوجود المرأة ، وهو امر مخالف للشرع الاسلامي ، وما حققه الاسلام من تكريم واحترام للمرأة .

المرأة انسان ، وحقوقها من حقوق الانسان ، وأي اعتداء على كرامتها واضطهادها هو مس بالانسان ، فالمبدأ لا يتجزأ انسانياً .

ان الازهر هو المرجعية الدينية الوحيدة للشأن الاسلامي ، بمكانته العلمية والدعوية والافتائية ، واستعداده للدفاع عن الدين والوطن .

لقد آن الأوان أن يكف هؤلاء المغرضين عن اصدار الفتاوى وتوزيع صكوك الغفران وشهادات اصحاب الجنة ، وأن يتوقفوا عن اطلاق الفتاوى جزافاً بحق النساء ، ففتاواهم فيها امتهان واحتقار للمرأة ، وسلب لشخصيتها وكينونتها وانسانيتها .

بقلم/ شاكر فريد حسن