عرفات اكثر من احتمال

بقلم: سميح خلف

من خلال جمع ما تناقلته اوساط فلسطينية وعربية ودولية عن ادراماتيكية اغتيال الرئيس الفلسطينيي ياسر عرفات كانت جميع المؤشرات تصب في جهة وحيدة قامت بعملية تسممه واسند ذلك الى اسرائيل والجهات الامنية وكثير من المتقدمين في البحث ذهبوا الى البحث والتمحص في الحلقة الوسيطة التي ادت الى اجراء تلك العملية الاختراقية في حياة الرئيس عرفات ومكتب الرئيس ، وذهب فريق اخر في عملية استدلالية لحدوث هذا الحدث وهو اتمام عملية التسمم الى مواقف الرئيس عباس ما قبل عملية التسمم وما بعدها وقيادات اخرى في المقاطعة ومواقف قام بها ابو مازن لمنع تشريح الجثة وعدم اصدار قرار بالبحث في ارشيف ياسر عرفات في تونس او اجراء عملية تحقيق واسعة ذات صلاحيات في هذا المجال وكل ما صدر عن مقدمات اغتيال عرفات هو ما تحدث عنه الدكتور الكردي وما تحدثت عنه سها عرفات عندما قالت:يريدون ان يدفنوا ياسر عرفات وهو حيا ً وما سبق ذلك من استدعاء فرق طبية للوقوف على حالة الرئيس واستثناء الدكتور الكردي .
شخصت عملية الاغتيال بأنها سياسية امنية على خلفية مواقف ياسر عرفات من مؤتمر كامب ديفيد حيث ذهب فريق من قيادات الامن في تفسير رفض عرفات لما طرح عليه في كامب ديفيد سوء تقدير موقف .
فضائح الملف المالي لحركة فتح التي تنشر في المواقع يوميا ًاحيانا ً تنشر بشكل موثق بموازنة قدرها من 4 الى 6مليار دولار تتحكم فيها وفي انشطتها قيادة المقاطعة الآن وما قبل ذلك فهي اموال موزعة على بعض قيادات اللجنة المركزية ومستشاري الرئيس عرفات في اثينا ودول اخرى واموال اخرى من الصعب حصرها .
تتداخل الاسماء بدون حسم عن السقف المالي لتلك الانشطة ومازالت كوادر حركة فتح تطالب بالحصر المالي وهذا لم يتحقق لحتى الآن .
لا نهمل الجانب الامني والسياسي في المشكلة ولكن هل فعلا ً الجانب الامني والسياسي هو من قتل عرفات ؟؟ في حين ان عرفات قدم مالا يمكن ان يقدمه اي قيادي فلسطيني بمواصفاته المطروحة على العمل الوطني الفلسطيني تتمتع بها شخصية ياسر عرفات .
ابو عمار من اعطى الضوء الاخضر لعقد اتفاقية اوسلو ، ابو عمار هو الذي خانته حاسته السادسة في عملية التوازن بين التيارات في داخل فتح ، حيث استفحل تيار الاختراق والتيار المتعاون مع الصهيونية في ظل هذا التوازن ولكن ابو عمار قدم الكثير من اجل حصوله على الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كحد ادنى يرضي الشعب الفلسطيني مقابل كثير من التنازلات دفعها ياسر عرفات من اجل تحقيق هذا الهدف ، اذا ً في اعتقادي ان عملية اغتيال ياسر عرفات لم تكن المواقف الامنية والسياسية لياسر عرفات هي السبب الوحيد بل هناك عامل اهم دفع لاغتيال ياسر عرفات وهو الملف المالي لحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وعندما يكون التفكير بحكم ما يستدعيه رأس المال فإن منهجية الاغتيال تبقى قائمة وخاصة الشخص الوحيد القادر على محاسبة ولملمة اموال حركة فتح هو ياسر عرفات وان اتخذت عملية التصفية الجانب السياسي والامني كتغطية لعامل اهم وهو السيطرة على رأس المال للمتحكمين في دخل حركة فتح .
على ضوء الفضائح وكشف الوثائق عن التجاوزات والاختلاسات والتسيب والاستغلال الغير مشروع الاموال لحركة فتح يجب الاهتمام في الملف المالي كعنصر اساسي واضافي ادى الى اغتيال وتصفية ياسر عرفات ، فعندما تتوحد المصالح بين رأس المال يمكن ان يأخذ الصراع شكلا ً من اشكال التغطية الامنية السياسية وومكن ان تتحالف المصالح بين متطلبات قوى الاحتلال والقوى السياسية المنحرفة في داخل حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية .
لماذا اهمل الملف المالي لياسر عرفات في عملية التحقيق او تصور حدوث الجريمة ، هل يكفي ان نقول ان الموساد هو من اغتال ياسر عرفات وهي يكفي ان نقول ان تصفية ياسر عرفات اتت على قاعدة رفضه لما طرح عليه في كامب ديفيد، بهذا التصور يمكن ان نبرء من قاموا بعملية الاغتيال بشكل مباشر ،
الملف المالي والاحتكاري والرأس مالي للمتنفذين في داخل حركة فتح وسلطة رام الله تتحدث عن ارقام فلكية يلعب بها هؤلاء من اموال حركة فتح وشركات الادوية والشركات الاستثمارية واتصالات واراضي وغير ، وتحدثت بعض الانباء عن شركات مساهمة يقودها ابناء متنفذي حركةفتح ومشاريع هنا وهناك ومشاريع هنا وهناك وارصدة تتحرك بين هذا وذاك في غياب سيطرة على اموال حركة فتح التي تعاني من التفتت على مستويات متعددة التنظيمية والامنية والسياسية من اعلى الاطر الى ادنى الاطر .
الرئيس ياسر عرفات رئيس معترف به من الجامعة العربية والامم المتحدة بموجب اجراءات سياسية اتخذها ياسر عرفات ليس هناك سلطة فلسطينية قادرة على ان تكشف الحقائق في كيفية موت ياسر عرفات والهدف منه ولذلك كان من المفروض ان تتولى الجامعة العربية البحث في كيفية السيطرة وجمع اموال حركة فتح ، فياض قدم طلب للموساد بمساعدته عن البحث 750 مليون دولار كانت تحت تصرف ياسر عرفات ومستشاريه ، كوندا ليزا رايس رهنت مساعداتها للسلطة بجدية الرئيسا لفلسطيني بالكشف عن اموال حركة فتح واموال ياسر عرفات المكشوفة والتي تقدر ب 750 مليون دولار ،قريع قال للرئيس الفلسطيني ابو مازن ان ما تطلبه امريكا خطير اي تريد ان تضع رقابنا في يد الصندوق الدولي وامريكا ؟؟!!
اذا ً هناك احتمالية بأن من المسببات الرئيسية لاغتيال ياسر عرفات ليس الاجراء السياسي والامني فقط بل هو اجراء مالي اقتصادي بين عدة شخصيات
اذا ً مطلوب من الجامعة العربية ان تفتح تحقيق في الملف المالي لمنظمة التحرير ولحركة فتح ولأن من واجبات الجامعة العربية ان تحافظ على مصالح الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية ولأن اموال حركة فتح جزء لا يتجزء من اموال الشعب الفلسطيني يجب ان يسترد ولا يجب ان يكون ملكية خاصة لهذا اوذاك من قيادة حركة فتح المهلهلة التي تكشف الانباء يوميا ً عن صراعات على كيفية تقسيم الكعكة الفتحاوية بين قياداتها قأبو عمار في اخر ايامه بلغ سن الشيخوخة واصبح الشيخ المحاصر من جميع الجوانب ، ففي هذه الحالة الملف المالي يمكن ان يكون سبباً في عملية تصفية الشيخ العجوز لورثة يعتبرون نفسهم هم اولياء بالشرعية الثورية !
.
بقلم/ سميح خلف