الحذار من الوسواس الخناس ..!

بقلم: شاكر فريد حسن

هنالك محاولات امريكية واسرائيلية وسعودية مستميتة لافشال وتخريب واعاقة عملية انهاء الانقسام في الشارع الفلسطيني ، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ، وتحقيق المصالحة بين حركتي " فتح " و" وحماس " ، التي انتظرها شعبنا منذ زمن بعيد ، لأن الانقسام شكل أسوأ وأصعب حقبة ، وأكثر حلكة في تاريخ النضال التحرري الفلسطيني ، وترك أثاراً مدمرة وافرازات سلبية على مسار القضية الفلسطينية ومستقبلها المنظور .

وقد كشف هذا الأمر القيادي الفتحاوي عضو اللجنة المركزية لحركة " فتح " عزام الاحمد ، الذي قال : " ان السلطة الفلسطينية و" فتح " تعرضتا للضغوط ومنها ضغوط امريكية ، بغية منع اتفاق المصالحة مع " حماس " .

وهذا التوجه الاسرا- امريكي يكشف طبيعة السياسة الامريكية والاحتلالية الرامية والهادفة الى تكريس سياسة الامر الواقع ، وتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية .

ومن الواضح للجميع ان امريكا ليست طرفاً محايداً في الصراع ، فهي تقف علانية في صف الاحتلال وتدعم مشاريعه الاستيطانية وتؤيده بممارساته القهرية ضد شعبنا الفلسطيني ، ولذلك لا يحق لها ان تنصب نفسها حاكماً ، ويكفي التذكير بوقوفها مع العدوان على قطاع غزة ، واستخدامها حق الفيتو بشكل منهجي سافر في كل مرة يكاد يجمع فيها العالم على ادانة جرائم  وممارسات  الاحتلال والاستيطان الكوليونالي في محيط مدينة القدس والضفة الغربية والشريط الحدودي في قطاع غزة .

هذه حقيقة ساطعة لا تغطى بغربال ، لكن ما يثير الاستغراب والدهشة أن هناك قوى وجهات واصوات فلسطينية ما زالت تعول وتراهن على امريكا ، وتمارس الصمت حيال الدور الامريكي في حماية مصالح الاحتلال ، والوصاية على عملية السلام في آن واحد ، فسياسة الازدواجية والكيل بمكيالين يجب أن تنتهي .

كما يجب ان نشير ان النظام السعودي هو الآخر يتماهى ويتساوق مع الموقف الامريكي والاسرائيلي ، ويعارض الاتفاق الفلسطيني - الفلسطيني ، ويحاول تعميق التناقضات على الساحة الفلسطينية ، ويمارس ضغوطاً على الرئيس الفلسطيني محمود عباس محمود عباس لمنع استكمال المصالحة ، وذلك بسبب التقارب بين " حماس " وايران وحزب الله ، واللقاءات التي جرت بين القيادة في ابران وقيادات الحركة مؤخراً .

ان الحذر الفلسطيني من الوسواس الخناس والشيطان الامريكي الاكبر ، يجب أن يكون جدياً وكبيراً وحقيقياً ، ومن الاهمية والضرورة التصدي لكل المحاولات الامريكية الاسرائيلية والرجعية العربية لتقويض اتفاق المصالحة ، والاسراع في استعادة وحدة الصف الوطني ، والعمل الدؤوب المخلص من أجل تنفيذ بنود انفاق القاهرة ، وترجمتها على أرض الواقع ، والتمسك أكثر بالحق الفلسطيني كاملاً ، وعدم التفريط والتنازل عن حق العودة .

بقلم/ شاكر فريد حسن