حلو اللجنة الإدارية، مكنوا حكومة التوافق من الوزارات، افسحوا المجال امام الشرعية، سلموا غزة، اتركوا حرس الرئيس يتحكم بالمعابر، تعالوا الى شراكة سياسية تعالوا لانتخابات رئاسية وتشريعه، شعارات ومطالب ما انفك الرئيس عباس وحركة فتح عن المطالبة بها كي يتم رفع الحصار وإلغاء العقوبات التي فرضت على غزة وشعبها!!
ذهبوا للقاهرة وقدموا كافة الضمانات التي تعطيهم ما سألوا، ومكنوهم من الوزارات والمعابر بعد ان حلو لجنتهم الإدارية، تركوا لهم العمل كما يحلو لهم وفق ما تم الاتفاق عليه بالقاهرة.
معابر لا تزال مغلقة، مستشفيات لاتزال تأن عاجزة عن الوفاء حتى بالحد الأدنى للمرضى من علاج ومستلزمات ولا تحويلات طبية إلا ما قل، كهرباء تقف مكانها خجولة من أي تحسن، تقاعد للموظفين بالمئات كشوف تتلوها كشوفات لا نعلم لها نهاية.
تتضح الصورة شيء فشيء فأحدهم يطالب بسلاح شرعي واحد هو سلاح السلطة وهو يعني ان المقاومة عليها تسليم سلاحها للسلطة!!
تلك السلطة التي تعطي الاحتلال ارقام بنادق أجهزتها الأمنية وعدد رصاصاتها، تلك السلطة التي لا تتوقف عن تكرار الحديث عن قدسية التنسيق الأمني مع الاحتلال، تلك السلطة التي تطالب ان يكون الموقف والسلاح بغزة كما هو بالضفة تنسيق أمنى لا مقاومة لا فصائل لها اجنحة عسكرية اعتقالات سياسية للمحررين او من يشتبه به بمقاومته للاحتلال، قوانين تحرم الحرية الإعلامية، الى ان تصل الأمور ربما للمطالبة بالاعتراف بدولة الاحتلال قبل رفع العقوبات عن شعب غزة.
وحديث الرئيس محمود عباس: عن ان" رفع العقوبات مرتبط ارتباطاً كلياً بتوحيد سلاح الفصائل تحت مظلة شرعية واحدة وهي السلطة الفلسطينية", يثير التساؤل للشعب الفلسطيني ما الذي يريده الرئيس والى أي مدى هو جاد بمصالحة حقيقية توحد شطري الوطن وتعيد لحمة شعبية ووطنية كي ترقى بالقضية الى مستواها الحقيقي والعمل الجاد لأجل تحرير الوطن؟!!
لقد تمكنت حكومة "رامي الحمد الله "من غزة بكافة وزاراتها وهي الان المسؤول المباشر عن قطاع غزة بكافة النواحي وهي التي تدير سلطة الطاقة من ضمن الوزارات فاين الكهرباء حتى بحدودها قبل فرض العقوبات؟
وفي خطابه اليوم بذكرى استشهاد الراحل عرفات ذكر الرئيس عباس قائلا "نحن أحرص من غيرنا على أهلنا في غزة".. الكلام موجه لغريمه محمد دحلان وكأن القضية باتت شخصية بينه وبين خصم سياسي من نفس الفصيل!؟ ثم أكمل بعد تمكين الحكومة، وسيطرتها على غزة يمكن "تخفيف" معاناة سكانها، سكان من؟
سكان غزة هم جزء من الشعب الفلسطيني وهم جزء أساسي من شرف الامة فهم من لا يزالون يحملون بندقية موجهة فوهاتها لصدور الأعداء وكان يتأمل اهل غزة حديث للرئيس عن رفع المعاناة وليس تخفيفها، فهل هذه البشرى لأهل غزة؟!!
ولا يغيب عنا حديث اللواء حازم عطا الله بدعوة غير مباشرة لنزع سلاح القسام " المقاومة "حينما قال كيف لي ان أكون مسؤولا عن الشرطة بغزة والقسام لا يزال يحمل السلاح مما اثار الكثير من الاستنكار بكافة الأوساط الوطنية بغزة الى ان وصل الاستياء من هذا التصريح الى كافة شرائح المجتمع بغزة.
إننا في متاهة حقيقة عن النوايا التي يضمرها الرئيس عباس تجاه المصالحة, وهل هي مجرد مرحلة تكتيكية يسعى من خلفها الرئيس تمرير امر ما تجاه القضية ولا يريد ازعاج من أي فصيل فلسطيني، هل هي مجرد تمرير مواقف وإبقاء غزة مختنقة عبر سياسات العقوبات والتعامل معها ومع القضايا الخاصة بحصارها فقط من باب تنفيس بالون الغضب الذي يكاد ان ينفجر بالجميع ويأخذ المنطقة الى ما لا تحمد عقباه ويؤثر على سير ما يتم التخطيط له عبر ما يسمى صفقة القرن؟
لقد فقد اهل غزة الامل الذي كان يحدوهم تجاه المصالحة حتى الذين كانوا يكتبون ويحللون ويصورون للمواطنين ان مرحلة من الاحلام الوردية قد بدأت، بدأوا هم بفقدان هذا الشعور وما عاد لديهم ما يتحدثون عنه من تفاءل!
وهنا علينا ان نقف امام تساؤل كبير لا بد منه غزة الى اين ذاهبة، وهل ستبقى دوما غزة هي من تدفع الثمن بالحرب والسلم؟!!
بقلم / محمد فايز الافرنجي