من موقع التقدير لدور الحزب الشيوعي اللبناني في ذكرى تاسيسه ، هذا الحزب الذي اقترن نضاله ،بمقاومة الاستعمار وبمواجهة العدو الصهيوني ، ونضاله ضد الإقطاع والاستغلال الطبقي.. وساهم في تأسيس النقابات العمالية، ودافع وما يزال عن مصالح الطبقة العاملة والفئات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة وحقوق المرأة ، ما زال يحمل راية النضال والمقاومة ويقف موقفا صلبا بدعم القضية الفلسطينية ،وما زال يناضل من اجل اقامة جبهة مقاومة عربية شاملة لمواجهة المخططات الإمبريالية والصهيونية والرجعية.
ان الخطوات الهامة الذي يقوم بها الحزب الشيوعي اللبناني على طريق التقدم والصلة والتحالف مع قوى اليسار اللبناني بكل فصائله بما يعزز زيادة فرص الديمقراطية ، المساواة، العدالة الاجتماعية خدمة لأحلام وأهداف الشعب اللبناني الشقيق بكل فئاته المجتمعية.
من خلال رؤيتنا نرى انه اصبح الحزب يشكل معلم من معالم المكونات السياسية اللبنانية منذ عقود طويلة وفي نفس الوقت تمكن من استعادة دور القوى اليسارية العربية والديمقراطية والتقدمية عبر أوثق وأعمق أوطد العلاقات والصلات مع القوى والأحزاب والشخصيات الديمقراطية والتقدمية من خلال اللقاء اليساري العربي ، وهذا يشكل اعتزاز بدورالحزب وكذلك دعمه للقوى اليسارية والديمقراطية الفلسطينية ولنضال الشعب الفلسطيني ووحدته ومقاومته بمواجهة العدو الصهيوني .
ومن موقعنا لا يمكن أن نغفل ما قدمه من شهداء ومفكرين أسهموا بعمق برفد الفكر التقدمي الديمقراطي القومي العربي هادفين لرفع سوية قوى اليسار والحرية في الشرق خصوصاً والوطن العربي على وجه العموم.
ورغم كل الظروف التي جرت وبعد صمود بيروت وخروج الثورة الفلسطينية واجتياح العدو لبيروت ، كان الحزب الشيوعي اللبناني من العاملين على تأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي اعترف لها الجميع بالريادة في مقاومة الاحتلال والاجتياح الصهيوني للبنان.
ومن هذا الموقع نرى ان الحزب الشيوعي اللبناني حمل راية الدفاع عن مصالح العمال والفلاحين والمضطهدين في العالم العربي، لا بل كان السباق والمبادر الأول في الوقوف في الصفوف الأمامية وفي المواقع والأماكن الخطرة مع حركات التحرر العربية، ودفع الثمن بإستشهاد قائده فرج الله، اضافة الى دوره العظيم في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية سنديانته الحمراء، فاراده الشهداء القادة جورج حاوي وكمال بقاعي ويسار مروة وكل شهداء جبهة المقاومة ان يبقى حزبا مكافحا مؤمنا بأن الشعوب هي صانعة التاريخ .
وامام ذكرى تاسيس الحزب الشيوعي اللبناني نرى الهجمة الامبريالية الصهيونية الرجعية التي صنعت القوى الارهابية من اجل تفتيت المنطقة و كبح استنزاف وتشتيت لكل القوى الساعية لصناعة المستقبل ، من خلال حروب ، الا ان إرادة وصلابة وعزيمة المقاومة التي قدمت نموذجاً هاماً في الثبات والصمود والبسالة التي يبنى عليها للمستقبل الحقت الهزيمة الكبرى بالمشروع الامريكي في المنطقة.
إن من اهم دروس اليوم تتطلب منا نحن القوى اليسارية والديمقراطية والتقدمية العربية العمل على دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة المخططات الامريكية الصهيونية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يسمة صفقة القرن ، وهذا يستدعي من كافة الفصائل والقوى الفلسطينية تعزيز الوحدة الوطنية على أسس صحيحة باعتبارها معول بناء وتكتيل عناصر القوة الفلسطينية في المواجهة والمقاومة وبما يستعيد التأييد الشعبي العربي للمقاومة وقضية العرب المركزية قضية فلسطين وتساهم بالدفع قدماً في الوصول إلى اهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة.
لهذا نحن ننظر لدور الحزب الشيوعي اللبناني ونعول عليه من اجل الاستنهاض للقوى والأحزاب والتيارات اليسارية والديمقراطية من اجل تعزيز آليات عمل مشتركة وديمقراطية حقيقية تؤمن لقوى التقدم والحرية والوحدة الارتقاء بفعلها ودورها الهام والرئيس في صناعة مستقبل المنطقة في ظل الهجوم الساحق لقوى التخلف والتكفير السلفية على كل ما هو قومي وديمقراطي وتقدمي او حتى ليبرالي في محاولة للعودة بالإقليم إلى القرون الغابرة بما يخدم أهداف الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية عموماً وفي طليعتها أمريكا وحلفائها فيه.
ختاما : ننظر بفخر واعتزاز إلى للحزب الشيوعي اللبناني، لنجعل من هذه المناسبة العظيمة ما بين اليوم والغد، نضالاً، مقاومة، سياسة، إعلام، وعلى كل المستويات، بمثل هكذا إرادة تصنع الأوطان، وتبنى الأحزاب والدول، ثقتنا بكم كبيرة، وهذه محطة تحتاج إلى جهودكم وسواعدكم، وعقولكم المبدعة لتحقيق التقدم والارتقاء.
بقلم/ عباس الجمعة