نعيش في عالم بالغ التعقيد من جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية .
فثمة هيمنة للاستبداد ولثقافة القسوة والثأر ، وضيق الأفق القومي ، والتمييز الديني والعرقي ، فضلاً عن انتشار البطالة والفقر والعوز والجوع وتردي الحال الاقتصادي ، اضافة الى الفساد المالي والاداري والأخلاقي المستشري من قمة الهرم الى قاعه .
ولا يخفى على احد ان المنطقة العربية تواجه مشاكل وقضايا خطيرة وشائكة كبيرة ، نتيجة التفكك والتجزئة وازمة النظام السياسي الرسمي العربي المشرذم ، وغياب الموقف العروبي الموحد ، والارهاب الوهابي التكفيري ،
حتى أصبحنا أسرى للسياسة الامريكية ، وغير مؤثرين على الساحة الدولية ، وكل ذلك اعطى المؤسسة الاسرائيلية فرصة كاملة لتحقيق ما تريد من فرض الوقائع وتحقيق مخططها الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة .
ما نطمح اليه هو الوحدة العربية الشاملة ، وان تزول وتختفي كل طقوس التقديس وثقافة القطيع ومظاهر الطائفية والمذهبية البغيضة ، وتنتهي الفوضى الخلاقة التي اوجدتها الامبريالية والقوى الاستعمارية والصهيونية .
عالمنا العربي يحتاج الى ثقافة انسانية حضارية جديدة ، والى نخب تقدس ثقافة الحوار والتآخي والتضامن والتعاون والاعتراف بالآخر ، وتناهض العنف والقسوة وروح القهر والاستبداد وعبودية الشعب والقطاعات الكادحة المسحوقة .
وكم هناك حاجة مصيرية وضرورة لصياغة مشروع سياسي وفكري تنموي نهوضي ، وبناء عقلية مجتمعية ديمقراطية ، واحترام التعددية الثقافية والفكرية والسياسية ، ونشر قيم المجتمع المدني .
بقلم/ شاكر فريد حسن