تل السكن بين الجهل والطمع.. رسالة موجهة

بقلم: طارق الصيفي

ظهر مؤخرا عمليات تجريف لتل السكن الموقع الأثري الأقدم من بين المواقع الأثرية الموجودة في الشرق الأوسط ، ومسجل من ضمن أكبر ثلاثة مواقع أثرية في فلسطين بمنظمة اليونسكو ، ويعتبر اقدم مركز اداري مصري محصن مقام عليه ، منذ أكثر من 3000ق.م ،كما قام عليه حضارتان "الكنعانية،والفرعونية" ، وتم اكتشاف هذا التل بعام 1998، من خلال عمليات تجريف لبناء مباني سكنية عليه ، ومن وقتها تم ايقاف عمليات التجريف وإعلان المنطقة ك موقع اثري ، لا يحق لأحد المساس به .

ولكن بعد مرور أكثر من تسعة عشر عاما ، عادت عمليات التجريف لهذا التل ايضا لغرض بناء مباني سكنية ، ولكن الأمر هنا مختلف قليلا ، ويعود ذلك إلى الأسباب السياسية المتأزمة على الساحة الفلسطينية ، وخاصة بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة واستلامها زمام الأمور بالقطاع ، هنا حدثت الإشكالية بأن حكومة حماس تصرفت باراضي التل لصالح موظفينها بدلا من رواتبهم المقطوعة ومستحقاتهم المتراكمة على كاهل الحكومة .

وهذا يعود بسبب سياسة الخناق على حكومة حماس من أطراف عدة بدون ذكرها.

ولكن بعد الإتفاق الذي تم في مصر برعاية المخابرات المصرية ، بين طرفا الانقسام الفلسطيني ، وهو تمكين حكومة التوافق الوطني من استلام زمام الأمور في قطاع غزة ، وبالفعل الوزارات في غزة بدأت تسلم المهام لموظفين ولوزراء حكومة التوافق .

ولكن بعد تحرك الشارع الفلسطيني ضد هذه التجريفات وايقافها ولفت انتباه الرأي العام حول ما يجرى بهذا الموقع الأثري ، تم إحاطة الموقع بالسياج لكي لا احد يسول له نفسه بإعادة التجريف للتل .

ولكن نتفاجا بعد أيام قليلة إعادة التجريف من قبل أشخاص تم تسليمهم قطع أراضي من هذا التل من قبل حكومة حماس السابقة .

ولذلك فإن من يجرف هم ابناء وموظفين لدى حكومة حماس ، وبعد استلام حكومة التوافق الوطني ، فمن الطبيعي أن يرفعوا أيديهم ، ويكون المسؤول الأول والأخير عن هذا الموقع الأثري وزير الآثار في حكومة التوافق الوطني .

هنا نلاحظ بغياب السلطة الحاكمة وعدم المسؤولية والاهتمام من البعض ، يظهر لنا أناس بعيدا كل البعد عن الوطنية وكينونته الفلسطينية الحضارية ، ويتصف بالجهل بقضيته وبتاريخه وبحضارته التي تعتبر كاثبات شخصي لهويته الفلسطينية والعيش على أرضها بكل فخر واعتزاز بسبب طمعه بقطعة أرض هي من الأساس ملك للكل الفلسطيني ، لأنها موقع اثري يحرم على الجميع المساس بها أو التقرب منها لاي سبب من الأسباب .

ويحق على حسب القانون الفلسطيني أن يتم معاقبة كل شخص متورط بنهب أو تخريب أو تجريف اي موقع اثري .

ولكن السؤال هنا إلى متى سيظل هذا الجهل والطمع موجود لدى البعض منا ، بدون أن يفكر بالمصلحة الفلسطينية العليا .

واخيرا رسالتي الى حكومة التوافق ، رجاءا لانريد بأن ننتظر حتي يتم تمكين الحكومة على ارض غزة ، والموقع مازال يجرف ويهدم على أيدي بعض العابثين والمخربين البعيدين كل البعد عن وطنيتهم ومصلحة شعبهم .

نريد شرطة آثار مستعجل قبل كل شيء ، يحمي مواقعنا الأثرية على مدار 24ساعة،  بعيد عن السياسة وتبعاتها ، لأن هذا الأمر يعتبر هدم لحقيقة تواجد أجدادنا على أرض فلسطين .

والكل يعلم بأن معركتنا مع عدونا ، معركة على الوجود واثبات حق ملكية الأرض لاي شعب .

ومن يتعدى على هذا الإثبات فإنه يعتبر من ضمن المارقين والغاصبين والمتعاونين مع العدو الصهيوني .

يا قادة ، يا سادة شعب فلسطين ، انقذوا هويتنا وحضارتنا من أيدي العابثين ، وابعدوها عن خلافاتكم السياسية والسلطوية.

بقلم/ طارق الصيفي