أمعن وزير " الأمن " الداخلي المتطرف جلعاد اردان بخطواته غير المسبوقة بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، حيث تبنيه لسياسات التهديد والتشويه ، وبث الاشاعات المسمومة ، وممارسة التحريض الممنهج بحقهم .
" أردان " له الكثير من المواقف المتطرفة باتجاه الفلسطينيين عامة وفلسطينيي الداخل المحتل خاصة ، وبحق القدس والأقصى ، ودعاة المقاطعة لاسرائيل في العالم وغيرهم ، وأوغل في أحقاده ومقترحاته ومواقفه وممارسته باتجاه الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية .
فالوزير " أردان "هو الذى اقترح على مجلس الوزراء الاسرائيلى التغذية القسرية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، وعمل على تمرير مشروع القانون الذى سن فى الكنيست وحث على إقراره ، رغم موقف المؤسسات الحقوقية والانسانية والجمعية الطبية الإسرائيلية التي تعتبر التغذية القسرية بحق المعتقلين شكلا من أشكال التعذيب ودعت لعدم الامتثال له.
والوزير " أردان " بادر بمقترح يستثني الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من حكم صادر عن المحكمة الاسرائيلية العليا، والذي يقضي بضرورة زيادة المساحة المعيشية داخل السجون والمعتقلات ، واقتراح نقلهم إلى خيام ، رغم إدراكه كمحامى بعدم اعتماده على أي قاعدة قانونية ، سواء في مبدأ الرفض أو في بدائل التطبيق .
والوزير " أردان " هو من حرض على اضراب الاسرى والمعتقلين الأخير في السابع عشر من نيسان 2017 ، ودعا لتجاهل خطوتهم حتى لو أدى الأمر إلى موتهم جميعاً ، وصرح بعدم التفاوض معهم ، أو التعاطى مع مطالبهم الأساسية والانسانية ، وهو الذى دعا إلى تجميع المضربين في معتقل النقب وإقامة مستشفى ميداني لهم أمامه بدون تجهيزات رغم تدهور حالتهم الصحية.
أيضاً " أردان " من دعا لوقف الزيارات لما يقارب من مئة أسير من حركة حماس من سكان قطاع غزة ، وطرح على " المجلس الوزارى المصغر " اجراء نقاش حاسم يتعلق بتشديد ظروف اعتقالهم ، وجعل حياتهم اكثر صعوبة، الى جانب استخدام اليات ضغط اخرى للتأثير على حركة حماس لإعادة الجنود المأسورين لدى المقاومة في قطاع غزة ، و" أردان " نفسه الذى عارض إعادة جثث الشهداء إلى أهليهم وذويهم ، وطالب بمنع إقامة الجنازات لهم حال عودتها .
وبالأمس القريب حرض " أردان " وزير الداخلية الاسرائيلي بمنع زيارة أعضاء وفد برلماني اوروبي ، من ضمنهم رؤساء بلديات فرنسية من دخولدولة الاحتلال ، للقيام بزيارة للأسير النائب مروان البرغوثى في سجن هداريم .
أعتقد بأننا أمام ظاهرة اسرائيلية عنصرية ، تتسابق وتتنافس على النيل من الأسرى الفلسطينيين والعرب ، سبقه فيها الكثير من الزعامات مثل " دانى دانون وميرى ريغف " ممن قاموا بمحاولة تشويه صورة الأسرى الفلسطينيين على المستوى الدولى، والتضييق عليهم واستهدافهم على المستوى الميدانى، بشكل يخالف الاتفاقيات والمواثيق الدولية والقانون الدولى الإنساني، الأمر الذى يجعلنا أكثر مسؤولية باتجاه الأسرى من خلال ملاحقة مثل تلك الشخصيات والمطالبة بمعاقبتها على جرائمها في المحاكم الدولية ، والتعاون مع كل الأصدقاء في العالم لتشكيل حالة ضغط على أولئك المتطرفين ، لوقف ممارساتهم والتحريضات العنصرية والاجراءات التعسفية التي يتسابقون فيها للتضييق على الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.
بقلم/ د. رأفت حمدونة