اجتماع القاهرة لن يحقق المصالحة، ولن يتم الاتفاق على الملفات الخمسة المطروحة خلال ثلاثة ايام أو ثلاث سنوات، في اغلب الظن سيجري تأجيل قضايا مهمة.
هذه المرةّ فريق عباس في المفاوضات ليس وفد من حركة فتح يعكس موقفها الوطني من مسألة المصالحة، بل هو وفد يحمل مطلباً اسرائيلياً امريكياً في موضوع الامن والسلاح وبرنامج الحكومة_ قضية الاعتراف باسرائيل ستكون مطروحة بشكل غير مباشر.
كل ما جرى خلال الاسابيع الماضية التي تبعت توقيع الاتفاق هو عملية زرع الغام خطرة في طريق المصالحة، عباس استشعر بالخطر من رفع الغطاء العربي عنه، لهذا استحضر الضغط الاسرائيلي والامريكي على القاهرة.
حتّى لو قبلت حماس فكرة نزع سلاحها، والاعتراف باسرائيل، سيكون هناك قائمة مطالب لا تنتهي قبل تحقيق المصالحة واجراء الانتخابات، ملهاة الوقت والمطالب، واحراج الموقفين المصري والفصائلي.
بدعة ( تمكين الحكومة) التي خرج بها فريق عباس يجب أن تشطب من التداول كشرط لإنفاذ المصالحة، الأصل في كل الإتفاق إن تم، هو عودة الحياة الديمقراطية تمهيداً لإنتخابات تشريعية ورئاسية يختار فيها الشعب الفلسطيني بإرادة حرة قيادته الجديدة، وان تتوقف الأطراف من اعادة صياغة المطلب الإسرائيلي على أنه ضرورة وطنية، فقد كانت الحكومات الفلسطينية جميعها تعمل في ظل ازدواجية السلاح الفلسطيني، بل قام الرئيس أبو عمار بتشكيل كتائب شهداء الأقصى خلال عمل الحكومة، وكان ذلك استجابة لواقع الاعتداءات المتكررة من الإحتلال على الشعب الفلسطيني، ولم يتغير شيء على هذا الواقع.
يجب ان تلغى كافة العقوبات الجماعية التي فرضها رئيس السلطة محمود عباس على قطاع غزة، وفي المقدمة منها وقف العمل بقرار التقاعد الإجباري والخصومات على رواتب الموظفين، وان يلغى الحظر على وسائل الإعلام المختلفة، وان يطلق سراح كافة النشطاء السياسيين في معتقلات السلطة، هذا على الأقل كبادرة حسن نيّة لو أردنا أن نقتنع بصدقية جولات المصالحة.
نوايا السلطة هو الفكاك بأقل الأضرار من مصالحة تكون مآلها الانتخابات الرئاسية والتشريعية، اذا ما احسنّا الظن بمصطلح (الانتخابات العامة) الوارد في بيانات الفصائل بمن فيها حماس.
الثغرة الكبيرة في كل جهود المصالحة هو غياب الضغط عن فريق عباس، سواء ضغط شعبي فلسطيني، او فصائلي، أو حتّى اعلامي وعربي، هو يتصرف بغرور خطير، ويظن هو وفريقه انه في وضع يسمح له بهذا الغرور والشروط التي يهين بها كل الحركة السياسية الفلسطينية، ويستقوي بها على العرب.
محمد أبو مهادي