يعاني السواد الاعظم من أبناء شعبنا في هذه البلاد من الغلاء الفاحش والفقر المدقع ، الذي لا ينفصل عن الواقع السياسي الاقتصادي المتردي ، واقع القهر والظلم والاحتلال والاستيطان الكوليونالي .
ولا ريب أن جوهر النظام وسياسته هو من يصنع الفقر ويضطهد الفقراء ، ويستعبد الكادحين والعاملين في القطاعات المختلفة ويستغلهم .
وليس خافياً على احد ان هنالك زيادة كبيرة على اعداد الفقراء والمحتاجين في مجتمعنا العربي ، وكذلك زيادة ملموسة في غلاء اسعار المواد التموينية والسلع الاساسية في السنوات الأخيرة ، ونلمس اثار ذلك الواضحة على فئات المجتمع كافة ، وخاصة شرائح محدودي الدخل الذين يضطرون الى صرف معاشاتهم وأجورهم على شراء الحاجيات الاساسية والضرورية وسداد فواتير المياه والكهرباء والارنونا والهواتف والخليويات والانترنت .
فكيف يتدبر العاطلون عن العمل واصحاب الاحتياجات الخاصة الذين يتلقون منحة شهرية شحيحة من التأمين الوطني لا تكفي لسد الظمأ والرمق ، وفي كل فرصة تحاول الحكومات اليمينية المعادية للطبقات الشعبية ، حكومة اغناء الأغنياء وافقار الفقراء ، وتسعى الى تخفيض هذه المخصصات التي تدفعها لاصحاب العجز وضمان الدخل والبطالة بعد ان قامت بتخفيض تأمين الاولاد .
وفي حقيقة الامر ان الغلاء الفاحش والمستشري ناجم عن السياسة الاقتصادية لحكومة بنيامين نتنياهو - ليبرمان ، التي تصرف ميزانية الدولة على المستوطنات والمستوطنين وعلى الاحتلال والأمن ، في حين تتغاضى عن الاوضاع الاجتماعية والمعيشية للشرائح الفقيرة المهمشة .
ومما يؤسف له أن النضال العمالي الطبقي الذي كانت تقوده الهستدروت تراجع كثيراً عن ذي قبل .
ان الفقر يكوي النفوس والقلوب ، ويعمي البصر والبصيرة ، ويؤول بالانسان الى مستوى معيشي وحياتي منخفض وحالة من اليأس والاحباط والقنوط والسلوك العدواني .
ولا يعرف معنى الفقر بكل ما يعكسه من ألم وبؤس وحرمان سوى من يعيشه ويتجرع مرارته ، أفلم يقل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه " لو كان الفقر رجلاً لقتلته".
وفي هذا الظرف العصيب والوضع الاقتصادي السيء كم نحتاج الى صرخة ابو ذر الغفاري الذي قال : "عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج للناس شاهراً سيفه".
بقلم/ شاكر فريد حسن