حمل مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع على حدود غزة، ودعاها لـ "انتظار" رد جناح حركته المسلح، على عملية تدمير "نفق المقاومة"، واستشهاد 12 ناشطا، .
واتهم داوود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي في تصريحات لصحيفة "القدس العربي" اللندينة إسرائيل بـ"ممارسة العدوان" على قطاع غزة، لافتا إلى إنها قامت بخرق اتفاق التهدئة الموقع عام 2014 مئات المرات، من خلال أفعال يومية تمارسها ضد سكان قطاع غزة، مشيرا إلى أن حادثة النفق شكلت "عدوانا" كبيرا على القطاع.
ودافع المسؤول في حركة الجهاد عن حق المقاومة الفلسطينية في امتلاك هذه الأنفاق التي وصفها بأنها "دفاعية" لحماية قطاع غزة، حال قامت إسرائيل بأي هجوم أو حرب جديدة، خاصة في ظل قيام جيش الاحتلال بإجراء مناورات مستمرة على الحدود، منها ما حاكى عملية احتلال قطاع غزة، أو شن حرب أخرى.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية بما فيها الجناح العسكري لحركة الجهاد "سرايا القدس" تستعد جيدا لكل الاحتمالات، مضيفا "نحن لدينا تجهيز كبير، لمواجهة أي عدوان إسرائيلي قادم". وعاد شهاب وحمل الاحتلال مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، بعد قيامه باستهداف النفق، واستشهاد 12 ناشطا من حركتي الجهاد الإسلامي وحركة حماس.
وحول إن كانت حركته سترد، بعد مرور أكثر من أسبوعين على عملية استهداف النفق، قال شهاب "الحركة تدرس كل الخيارات للرد على هذا العدوان"، مضيفا "الرد سيكون مختلفا من حيث الشكل والتوقيت والمكان"، ودعا إسرائيل كذلك لأن "تقلق" من الرد المنتظر.
ووضعت الجهاد الإسلامي لافتة كبيرة على إحدى "نقاط الرصد" التابعة لسرايا القدس قرب الحدود الفاصلة مع إسرائيل، كتب عليها بلغة التهديد "بدأتم بالنار فتحملوا لهيبها"، حيث جرى كتابة النص باللغتين العربية والعبرية، وشملت اللافتة الكبيرة صورة للنشطاء الذين قضوا في حادثة النفق.
إلى ذلك حذر شهاب إسرائيل من مغبة الإقدام على شن أي هجوم آخر على قطاع غزة، وقال "عليهم أن يتوقعوا أي شيء تفعله المقاومة، للرد على هذه العدوان".
وكان التوتر بين المقاومة وإسرائيل بدأ بعد قيام إسرائيل بشكل مباغت بقصف "نفق" لحركة الجهاد يقع عند الحدود الفاصلة شرق مدينة خانيونس نهاية الشهر الماضي، ما أدى إلى استشهاد 12 ناشطا، بينهم عشرة من الجهاد واثنان من حماس، وقامت إسرائيل بعد إعاقة طواقم الإنقاذ لعدة أيام بانتشال جثث خمسة نشطاء من الجهاد، كانوا في منطقة داخل النفق قريبة جدا من الحدود، ولم تقم بإعادتهم حتى اللحظة إلى قطاع غزة.
إلى ذلك انتقد شهاب التصريحات الأخيرة للمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، والمبعوث الأمريكي للمنطقة جيسون غرينبلات، التي حملت إدانة للفصائل الفلسطينية بالعمل على توتير الأوضاع في غزة. وأكد أن مثل هذه التصريحات، هي من شجعت إسرائيل على "ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني".
واتهم شهاب المنظمة الدولية بـ" الكيل بمكيالين"، في تعاملها مع الملف الفلسطيني، وقال مهاجما كلا من ميلادينوف وغرنبيلات "هؤلاء كذابون ومخادعون ولا يريدون الاستقرار في المنطقة". وقال "من يريد الاستقرار عليه أن يتوجه للمجرم الحقيقي، ويلوم المعتدي ويوقف جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، الذي يدافع عن نفسة وفق ما أقرت الشرعية الدولية".
وتطرق إلى خروقات إسرائيل المتكررة للتهدئة، ومعرفة ميلادينوف جيدا بالتزام الفصائل الفلسطينية بهذه التهدئة القائمة منذ عام 2014، رغم استمرار الحصار الإسرائيلي. كما استهجن عدم تطرق هؤلاء المبعوثين إلى التهديدات التي أطلقها قادة تل أبيب، وفق مقدمتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان، وقادة الجيش تجاه القطاع خلال الأيام الماضية.