بدأت نواة الحركة التقدمية بالظهور والتفتح في مدينة الناصرة العام ١٩٧٨ كحركة وطنية جديدة ، تشكلت من ذوي التوجه القومي ومن مجموعة انشقت عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ، على خلفية خلافات فكرية وسياسية وتنظيمية .
واستندت هذه الحركة الى قاعدة اوسع قوامها شرائح من الطبقة البرجوازية الصغيرة الصاعدة ، وركزت على الهوية الفلسطينية .
واصدرت الحركة صحيفة " التضامن " كلسان حال لها ، نشرت على صفحاتها المقالات والمداخلات السياسية والفكرية والنقاشات مع الحزب الشيوعي الذي حارب هذه الحركة . وقد اطلق عليها في ذلك الوقت المرحوم اميل حبيبي اسم " المتكديمت " .
ومن ابرز الشخصيات التي ساهمت في تأسيس الحركة التقدمية الدكتور رشيد سليم والقس رياح ابو العسل وعزيز شحادة والشاعر فوزي عبدالله والشاعر جمال قعوار وسواهم الكثير .
وفي اواسط الثمانينات تحولت الحركة الى قطرية ، وانضمت اليها مجموعة من ام الفحم انشقت عن حركة " أبناء البلد " ، عندما رفعت الحركة خوض انتخابات الكنيست في ذلك العام ، وكذلك من قوى وشخصيات وطنية وسياسية من الجليل والمثلث ، منها محمد ميعاري واحمد درويش وفاروق مواسي ووليد صادق ومن اليهود الديمقراطيين انضم اليها اوري افنيري وماتي بيلد .
وخاضت الحركة انتخابات الكنيست بعد معركة قضائية باسم " القائمة التقدمية للسلام " وحصلت في الكنيست الحادية عشرة العام ١٩٨٤على مقعدين شغلهما المحامي محمد ميعاري والجنرال المتقاعد ماتي بيلد ، وفي الكنيست الثانية عشرة حصلت على مقعد واحد شغله محمد ميعاري ، وفي انتخابات الكنيست الثالثة عشرة فشلت في اجتياز نسبة الحسم .
وكانت الحركة طرحت برنامجاً سياسياً من مرتكزاته المساواة التامة بين العرب واليهود ، والاعتراف المتبادل بين دولة اسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة ، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، والانسحاب الفوري غير المشروط من الاراضي الفلسطينية الخاضعة للاحتلال .
وهذا البرنامج لا يختلف عن برنامج الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة .
وقد ايدت الحركة في حينه العراق في حربه ضد دول التحالف ، وتحولت الى قائمة عربية قومية صرف في انتخابات العام ١٩٩٢، وبعد فشلها في عبور نسبة الحسم اصابها التشرذم الذي ادى الى اختفائها وزوالها من الخريطة السياسية والحلبة الحزبية في اسرائيل .
بقلم/ شاكر فريد حسن