قال لي وهو يتأفف من شدة الغضب ..ويتصبب عرقا ،تصور أستاذي أنّي قلت لها وبكل براءة ..اختاري من أكون في حياتك ِ ..فاختاريني أخا ..حبيبا ..صديقا.! لكن ..لا تجعليني أبني بيتا فوق السحاب ،ثم ما أكاد وأكتشف أنه وهم ٌ زائف ..أو سراب ..لا تجعليني أحلق بخيالاتي عبر الأجواء الخيالية الحالمة ثم يتحول كل شيء ،في لمح البصر إلى مجرد كابوس ٍ مزعج ٍ أو خراب ..قولي لي من أكون بالنسبة لك ِ ..؟! وحينها قاطعته فقلت له ..وهل اختارت ..؟! قال والحزن يخيم على ملامح وجهه ..وليتها اختارت ،لكنها صمتت متخذة من لغة الصمت مروقا ،ومراوغة وخداعا وتضليلا ، وبعدما فتحت كل الأبواب ،والنوافذ ،والطرقات وإلا وقد وجدتها تغلق كل شيء فجأة ، وبدون سبب.! ليس لأنها أرادت أن تقول لي .. هيت لك ..! ولكن لتلقي بي من أعالي القمم ..إلى عمق القيعان ، بعدما أشبعت كلمات الغزل والعشق والهيام غرائزها...! ،قلت هدئ من روعك ، ولا تغضب ،و ليس هناك ما في الكون يستحق الغضب ..وعليك أن تسامح ..رمقني بنظرة ساخرة ، ثم قال ..أسامح ..؟!!
حتى بعد كل ما قلته لك ..؟ ! قلت نعم ..فالتسامح ياصديقي هو بداية جديدة لجلي القلوب ولمعانها وصفاءها ..وليس معنى التسامح ...هو دعوة مجانية للعودة للدغ من ذات الجحر ،فلمؤمن لا يلدغ من جحر ٍ واحد مرتين ..وكذلك الإنسان لا ينزل النهر مرتين فالنزلة الأولى هي التطهر من الخطايا والآثام ..أما الأخرى فهي لمآرب أخرى .. فلا شيء يجعلك فعلا عظيما سوى ألم عظيم ..سكت ..ثم قال صدقت .. لن ألدغ من ذات الجحر مرتين أبدا وطالما ،هي لم تختار كذلك أنا لن اختارها شيئا بعد اليوم ..!!
بقلم /حامد أبوعمرة