تساؤلات حول معبر رفح البري ...!!

بقلم: حامد أبوعمرة

سؤالٌ لم يزل يراودني ، كما يراود فكر الكثير من أبناء شعبي ...وهو ماذا يعني فتح معبر رفح ،مع عدم مغادرة أي من الطلاب القطاع حتى يلتحقوا بجامعاتهم ،سواء ذوي المنح الخارجية أو الذين تم قبولهم عن طريق تنسيق الوافدين ...؟!

ماذا يعني أن يكون أصحاب التنسيقات المصرية ...هم الرعيل الأول من الأفواج الذين تم السماح لهم عبر معبر رفح ،واجتيازهم الحدود المصرية بكل هدوء ،وبساطة في الوقت الذي يجتر فيه المرضى والطلاب مرارة الانتظار والقلق المضجر ومكابدتهم للويلات والمآسي ، تحت ظلال افتراشهم الأرض في العراء ، والتحافهم السماء ،ووسط معاناة الأهالي المعني ذويهم بالسفر ...؟!وبالمناسبة سألني ابني الصغير ...ماذا يعني ياوالدي بأصحاب التنسيقات ...؟! قلت له المعنى والجواب في بطن الشاعر ...ضحك وغادرني وهو يردد عدة مرات كلمة...بطن الشاعر..!!

وماذا يعني عدم إجراء أي تغيير واقعي ، يمكن أن يلمسه المواطن الفلسطيني في غزة ،وسط التسهيلات المزعومة ،والوعود الكاذبة ، بإنهاء أزمة المعابر ،خاصة بعد التصالح الفلسطيني ،وبسط حكومة الوفاق السيطرة إلى حد ٍ ما على المعابر عن طريق الاستلام والتسليم ...؟!

وماذا يعني أن يكون معبر رفح البري المنفذ الوحيد للمواطن الغزاوي مرهونا بآمن أو استقرار سيناء ،رغم انه المعبر الوحيد الذي من خلاله تبدأ نقطة انطلاقته نحو العالم ونحو الحرية والتحرر ،ذاك المواطن الذي لاحول له ولا قوة إلا بالله ،والذي لطالما ،حلم كثيرا ، وبعد طيلة انتظار وشوق ولهفة أن تنفرج الصخرة المتعثرة والتي تسد مناحي الحياة ...؟!

تُرى هل هي رسالة ذات مغزى مفادها أنه يبقى الوضع في غزة على ماهو عليه ،وعلى المتضرر اللجوء للقضاء كما يقولون ،وسواء بسطت حكومة الوفاق سيطرتها على الأرض أم لا ...وسواء اختلفت أو اتفقت الفصائل الفلسطينية ، والتي غادرت القطاع لاجتماعها بمصر ولتنفيذ آلية أو إتمام بنود المصالحة الفلسطينية يعني باختصار ٍ شديد ٍ أن تبقى المعاناة الماراثونية قائمة ،ولا انفراجات يمكن أن تجول بالأفق القريب أو البعيد ...عموما المستفيد الأكبر ،بقصد أو بدون قصد ٍ من عرقلة الطلاب خاصة أصحاب المنح هم المانحين أقصد الدول المانحة ذاتها ، لأن في ذلك تخفيفا لأحمالهم ،عندما تضيع تلك الكراسي ، وإن كانوا غير مجبرين على ذلك أبدا ...والمستفيد الأكبر وبصورة موسعة هم أعداء العلم والحضارة والتطوير وأعداء البناء والسلام وتحقيق الرفاهية لأبناء شعبي المقهور ظلما وجورا ...!

إذا قلنا أو سلمنا بان المعبر سيبقى حاله كما هو بزيادة طفيفة في دخول الحافلات أو الانتقاص من عددها...لطالما أن مسرح العمليات في سيناء لم يزل ملتهبا وشائكا ويحتاج لوقت ٍ طويل ٍ...أليس هناك بديلا أسهل بكثير من كل تلك الإجراءات الصعبة ، والشاقة والتي يقوم بها الإخوة في مصر سواء من اتخاذ للتدابير الأمنية أو اللوجستية وتأمين سفر المواطنين الفلسطينيين ...فماذا لوقلنا وهنا أقصد بقولي الذاتي ...لو أن البديل للمعبر يكون على نفس الشريط الحدودي ولكن من جهة البحر ...أي نقطة أو محطة مركزية يتم إعدادها بالتنسيق بيننا كفلسطينيين ،وبين الأشقاء في مصر حيث يتم سفر المواطنين عبر ركوبهم البحر بعد اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية ،و أن تكون نقطة الوصول الأولى ميناء العريش ،والنقطة الأخيرة ميناء بور سعيد ولكن يبقى كذلك السؤال وهو هل ستسمح إسرائيل بذلك أم أنها سوف تستخدم حق الفيتو أو الاعتراض لأن ذلك يخالف الاتفاقيات الدولية للبحار ...وهل إن تغاضت إسرائيل عن ذلك أو التزمت الصمت ...حينها سيطل علينا من هم من أبناء جلدتنا ليقول نرفض مثل تلك التسهيلات ،والتي يمكن أن تضر بالقضية الفلسطينية ،وكأن المعاناة لأبناء شعبنا يجب أن تستمر حتى نكسب عطف العالم ،وأن المعاناة ...هي العنوان الرئيسي والضامن ، نحو الحلول للقضية وإنهاء الصراع هي أسئلة وأسئلة سوف تجيب الأيام القادمة عنها ...!!

بقلم/ حامد أبوعمرة