الإرادة الواحدة هي الاساس في مواجهة المشاريع المعادية

بقلم: عباس الجمعة

دخلت المواجهة التي يخوضها الشعب الفلسطيني مرحلة خطيرة في ظل الهجمة الامبريالية والصهيونية والرجعية ، وبصورة خاصة ما يسمى بصفقة القرن ، ولكن التجارب العصيبة علّمتنا أن الموقف هو أمضى سلاح يمكن لشعب أن يشهره في وجه أعدائه، والموقف لا يكون سلاحا ماضيا ما لم يكن واضحا جليا وموحدا.

اليوم نرى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وما تتعرض له مجتمعاتنا الا ان الإرادة الواحدة والواضحة عند الشعب الفلسطيني والشعوب هي الاساس في مواجهة المشاريع المعادية.

ان بعض الانظمة العربية التي راهنت على التسوية اليوم تقف لتصف المقاومة التي حققت الانتصارات بالارهاب ارضاءا للامريكي ولعدو الشعوب الكيان الصهيوني، فهم لا يعلمون ان خيار المقاومة الذي آمنا به وجسدناه فقد ثبت بالدليل القاطع أنه الطريق الوحيد لاسترداد الأرض مقرونة بالسيادة والكرامة.

في هذه الظروف الخطيرة نرى الحل الأمريكي الذي يحاول دمج الكيان الصهيوني السرطاني بالمنطقة عبر التطبيع الثقافي والاقتصادي والسياسي الكامل معه، وفك حبل المقاطعة عن رقبته، من خلال قرارات وإجراءات وسياسات تهدف لفرض الاستسلام على شعوب المنطقة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، ومحاولة لتعزيز هيمنته على المنطقة عبر تسعير الصراع الطائفي المذهبي على حساب العداء على أسس وطنية قومية وصلت حد التطابق ما بين بعض الانظمة والكيان الصهيوني.

أن مواجهة وإفشال هذا المخطط الأمريكي الخطير يتطلب اليوم من اجتماعات الفصائل الفلسطينية في القاهرة تعزيز الوحدة الوطنية وصوغ استراتيجية وطنية وكفاحية ووقف الرهان على الإدارة الأمريكية المنحازة بالكامل للاحتلال، وتعزيز المقاومة الوطنية لمواجهة الاحتلال وكل المخططات التصفوية المشبوهة.

ولهذا امام هذه الاوضاع نرى ان المقاومة بانجازاتها وانتصاراتها في المنطقة، باتت رأسمالا سياسيا واقعيا وفاعلا، وهذا يستدعي تفعيل لجان مقاومة التطبيع وتعميم ثقافة المقاطعة للعدو، مواجهة الافتراءات التي تحاول وصم المقاومة بالارهاب وكشف إرهاب الدولة المنظم، وجرائم الحرب المرتكبة بحق الشعوب وخاصة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق، العمل على توثيق جرائم الحرب الأميركية ـ الصهيونية وتقديمها إلى المحاكم الدولية باعتبارها جرائم حرب ضد الانسانية.

إن ما يجب أن لا نفقده أبدًا أن طبيعة العدو الصهيوني وبنيته الإرهابية، ومشروعه وأهدافه التوسعية التصفوية، التي تتعارض وتتناقض بشكل سافر مع أهداف ومصالح وآمال شعبنا

الفلسطيني كما أمتنا العربية، وتطورها الطبيعي، يفرض ديناميات استمرار حالة الصدام والمجابهة معه ومع مشاريعه، من خلال أشكال وأساليب النضال تبعًا لحدة الصراع في كل مرحلة من مراحله، وأي محاولة للتمويه أو التجاوز أو التجاهل لهذه الحقيقة، باسم السلام، أو توفير واقع مشترك من التفاهم أو مجافاة الظروف ، لن يُكتب لها النجاح أو الحياة بمعنى أدق، كونها تعاكس منطق الواقع وطبيعة المشروع الصهيوني وجوهره الحقيقي القائم على العدوان والإرهاب والاستيطان والمحاولات المحمومة لإلغاء الوجود الفلسطيني.

أن المقاومة كمفهوم وممارسة لا تقتصر على العمل المسلح فقط، بل تتخذ أشكالًا سياسية وثقافية واقتصادية وتعليمية واجتماعية وإعلامية، وعلى مختلف جبهات الصراع ومحافله، كما من المفيد التأكيد بأن سلاح المقاومة ليس للاستعراض أو التوظيف الداخلي أو لتعميم الفوضى أو إرهاب المجتمع، أو رهن للاستخدام العفوي والقرار الفردي، مما يطرح ضرورة الفصل بين المقاومة وسلاح الفوضى ، بما يخدم المشروع الوطني الفلسطيني وأهدافه التحررية.

وفي ظل هذه الظروف نطالب جميع الأحزاب والحركات والمنظمات والهيئات إلى القيام بأوسع حملة لدعم صمود الشعب الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية من اجل تعزيزالوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات التي يتعرض له الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية.

وهنا لا بد من وضع النقاط على الحروف لمواجهة المخاطر، وإدراك طبيعة هذه المرحلة من أجل استنهاض أوضاعنا الذاتية، في موازاة تفعيل العلاقة الجدلية بين نضالنا الوطني وبعده القومي العربي عبر رؤية وبرنامج وآليات عمل تتطلع للمستقبل ولا ترتهن لضغوطات وأدوات الهبوط في هذه المرحلة، بما يفرض علينا نشر وتوسيع هذه الرؤية على كافة أطراف حركة التحرر القومي العربي .

ختاما : نحن اليوم نتطلع الى اجتماعات القاهرة من اجل صوغ رؤية وطنية ترتكز على حق شعبنا في مقاومة الاحتلال والنضال من أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية، التي تضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس، وحماية وصون حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها.

 بقلم/ عباس الجمعة