مرة أخرى، الإرهاب يضرب مصر دون رحمة

بقلم: وسام زغبر

لا شك أن التفجير الإرهابي الذي استهدف المصلين في مسجد قرية الروضة بالعريش في شمال سيناء، وراح ضحيته المئات من الشهداء والجرحى، عمل مدان وجبان وجريمة بشعة لا تمت للإنسانية بصلة وتستهدف مصر ومكانتها باعتبارها مكون رئيس في المنطقة العربية ومحور أساسي في حل عدد من القضايا العربية والإقليمية بما فيها القضية الفلسطينية وملف المصالحة الوطنية.

إن الإرهاب لا دين له، فهو لا يفرق بين مسلم ومسيحي، وبين طائفة وأخرى، بل يواصل استهداف المواطنين الأبرياء دون رحمة. فشهداء الجمعة في مسجد الروضة اعتقدوا أن اجتماعهم للصلاة يوفر لهم الأمن والأمان من بطش وإرهاب قوى تستغل الدين في ارتكاب جرائمها، وفي محاولاتها المدانة للمس بأمن مصر واستقرارها وتطلعاتها المشروعة نحو مستقبل الأمن والتنمية والعدالة الاجتماعية.

بات معلوماً أن تنظيم داعش الإرهابي لم يجد حرمانية في استهداف دور العبادة في مصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن، وتاريخه حافل باستهداف المساجد والكنائس وقتل المواطنين الأبرياء والعزل، فهو لا يختلف عن أهداف إسرائيل الدولة القائمة بالاحتلال في ضرب المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وتقييد حرية العبادة والصلاة في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وكنيستي القيامة والمهد وتكريس العنصرية ومواصلة القتل والاقتلاع والتدمير.

الإرهاب يضرب مصر مرة تلو الأخرى ودون رحمة في محاولة يائسة للنيل من دور مصر الإقليمي والقومي، فشعب فلسطين يقف إلى جانب شعب مصر وقواته المسلحة في معركة القضاء على إرهاب الإسلام السياسي الدموي الوحشي الذي لا يروق له رؤية مصر الكنانة تنعم بالخير والأمن والبركة، وبناء مصر وتعزيز مكانتها في المنظومة العربية والإقليمية والدولية. فالإرهاب لن يطول عمره مهما طال.

المصريون والفلسطينيون موحدون اليوم في معركتهم ضد الإرهاب الأسود الذي يروّع المواطنين الأبرياء والعزل مهما تغيرت أدواته وأساليبه وأشكاله، فإسرائيل وجه من أوجه الإرهاب ولا تختلف عن تنظيم داعش. فكلاهما إبنان لأب واحد ووجهان لعملة واحدة.

الرحمة كل الرحمة لشهداء مصر والشفاء العاجل للجرحى وكل التضامن مع مصر شعباً وجيشاً وحكومةً.

بقلم/ وسام زغبر