لم تتوقف الحكومة الإسرائيلية عن عمليات البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس، وإن كانت أكثر تحفظاً في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بارك أوباما، ولكن، مع تولى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الحكم، أعلنت العام 2017 عام الاستيطان بامتياز، مع عدم وجود أيِ تحفظات لإدارة ترامب للاستيطان، الأمر الذي يعيد طرح السؤال عن جدوى التسوية السياسية في المنطقة التي تسمى بـ"صفقة القرن "؟!، وهل هي مجرى دعاية لعلمية سلمية تعطي غطاءً زمنياً لإسرائيل للقضاء على قيام دولة فلسطينية موحدة الأوصال؟!
الاستيطان.. يلتهم الضفة الغربية
يقول الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات بشأن صحة التقديرات عن وصول أعداد المستوطنين إلى مليون خلال عشر أعوام إن "التقديرات صحيحة، وبخاصة مع وجود 600 إلى 750 ألف مستوطن في الضفة الغربية، موزعين على 174 مستوطنة".
وشدد في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، على أن مشاريع فصل شمال الضفة عن جنوبها، ووسطها عن شمالها كإقامة مستوطنة عميخاي على أراضي قرية عين جالوت في نابلس شمال الضفة، والحديث عن إقامة بلدية للمستوطنين في البلدة القديمة في الخليل يأتي بهدف تهويد قلب المدينة جنوب الضفة الغربية، الأمر الذي يؤكد أن الاستيطان يدمر بشكل كامل حل الدولتين.
الميزان الديمغرافي.. لصالح الفلسطينيين
وفيما يتعلق بوسائل دولة الاحتلال لزيادة أعداد المستوطنين، أكد عبيدات، أن "إسرائيل لديها هاجس من اختلال الميزان الديمغرافي في القدس والضفة الغربية لصالح الفلسطينيين، بزيادة طبيعية بواقع 3.6 للفلسطينيين، مقابل 1.6 للمستوطنين، مع وجود تقديرات بأن الميزان الديمغرافي عام 2030 سيكون لصالح الفلسطينيين.
وشدد على أن دولة الاحتلال، ربما تنتظر توفر أي ذريعة كاندلاع حرب شاملة إقليمية، للقيام بعملية تطهير عرقي، وعمليات ترحيل جماعي.
صفقة القرن.. بروباغدنا
وفيما يتعلق بجدوي ما يسمى بـ"صفقة القرن" في ضوء مواصلة عمليات البناء الاستيطاني أكد عبيدات، أن "مشروع ترامب يشكل كارثة أكبر من أوسلو، ويحمل بذور تصفية القضية الفلسطينية، الأمر الذي يؤكد أن الخطة تأتي في إطار البروبغندا ".
وشدد على أن طاقم الرئيس ترامب لعملية السلام في الشرق الأوسط، أكثر تطرفاً وصهيونية من الحكومة الإسرائيلية اليمنية سواءً جارد كوشنر أو جيسون غرينبلات أو نيكي هيلي وديفيد فريدمان، عبر انحيازهم المطلق للمصالح الإسرائيلية.
ونوه إلى أن الضوء الأخضر من قبل الحكومة الإسرائيلية اليمنية بمواصلة الاستيطان، سيقطع أي طريق أمام ما يسمى بحل الدولتين.
تحت عنوان "سيضيفون مستوطنين عبرانيين لفلسطين" كتب أندريه أونتيكوف، في "إيزفستيا" الروسية، أن إسرائيل تنتظر زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية خلال عشر سنوات إلى مليون.
يقول كاتب المقال إن السلطات الاسرائيلية تتوقع زيادة عدد المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية بشكل ملحوظ خلال الأعوام العشرة القادمة. ويرجع إلى تصريح زئيف الكين، وزير "شؤون القدس والتراث"، وعضو لجنة الكنيست للشؤون الخارجية والأمن لـ"إيزفستيا" بأنه سيتم بناء آلاف المنازل في مستوطنات جديدة وقائمة من أجل تحقيق هذه الغاية.