قال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف: "إن ما خرج به بيان القاهرة لم يتوافق مع ما يتطلع له الشارع الفلسطيني في قطاع غزة، وأن كل ما يجري حتى اللحظة هو مجرد حوارات ونقاشات، وربما اتفاق واختلاف حول الكثير من المصطلحات التي يتم تداولها مثل "تمكين الحكومة".
وأكد يوسف في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن الشارع غير مرتاح لما جرى مؤخرًا في القاهرة، مستدركًا في ذات الوقت أن هذا لا يمنع أن تكون وجهة نظر البعض حول الخطوات التي تسير بها المصالحة حتى اللحظة، أفضل من إعلان فشل اللقاء، وبالتالي العودة إلى مربع الصفر من جديد.
وأشار في ذات السياق إلى أن كل ما تمخض عنه لقاء القاهرة الأول والثاني لم يكن على مستوى توقعات الشارع، حيث أن الناس كانت تتوقع خطوات ملموسة على الأرض، متمثلة بتحسين وضع الكهرباء وفتح المعبر بشكل أفضل للطلاب والمرضى وتراجع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن بعض الإجراءات التي اتخذت مؤخرًا بحق قطاع غزة، والتي نُظر لها على أنها إجراءات عقابية.
وشدد يوسف على أن خيار المصالحة هو الخيار الذي يجب أن يدفع الجميع نحوه، بتقديم المزيد من التنازلات لبعضنا البعض حتى يتحقق بالنهاية إنجاز يرتضيه الجميع.
وتابع "أن أي خيارات أخرى هي كارثية والبدائل المتاحة صعبة ونحن أمام ممرات إجبارية، ولابد من أن نمضي على هذا الطريق حتى يتحقق الانفراج"، متمنيًا أن تحصل متغيرات إقليمية ودولية تعيدنا لنكون بحالة أفضل من الحالة التي نبدو عليها الآن.
وحول مفهوم "التمكين" الذي تصر عليه حركة فتح، قال يوسف: "كثيرون من قلبوا كتب التاريخ وأدب المصطلحات حول موضوع التمكين، وحتى أنهم رجعوا "لآدم سميث" أبو الليبرالية الغربية، فلم يجدوا معنىً واضحًا لهذه الكلمة"، مشيرًا إلى ان البعض تحدث بصراحة عن أن رام الله حين تتحدث عن التمكين، أي تمكين تقصد وهي وضعها مع الاحتلال ليس فيه ما يشي بأن فيه تمكينًا.
وأضاف يوسف "إذا كان مفهوم "التمكين" هو أن يرفع قطاع غزة الراية البيضاء، وأن يتم التخلي عن سلاح المقاومة، فالسلطة تحلم لأنه لا يمكن الوصول إلى هذا الوضع بأي شكل من الأشكال"، مضيفًا أنه إذا كان سلاح المقاومة هو على رأس المطالب ضمن مفهوم "التمكين"، فهذا سيعقد الأمور ويجعلنا غير قادرين للوصول إلى تفاهمات.
ولفت إلى أن حالة فقدان الثقة لازالت قائمة بين حركتيْ فتح وحماس، وأن هذه اللقاءات والحوارات التي تحصل هي محاولة لإعادة بناء الثقة من جديد بين الطرفين، داعيًا إلى ضرورة استعادة الثقة وترتيب الأمور باتخاذ خطوات عملية تتمثل في انتخابات قادمة وحكومة تبنى على الشراكة السياسية والتوافق الوطني.
وأشار إلى أن حركة حماس جاهزة للمضيْ مع السلطة الفلسطينية إلى أبعد مدى، طالما أن هذا سيعزز من وحدة الموقف الفلسطيني ويعزز الرؤية باتجاه الشراكة السياسية والتوافق الوطني، مشددا على أنه "إذا صدق العزم وضح السبيل".
وبسؤاله حول وجود خيارات أخرى حال فشل المصالحة، قال يوسف "إن المصالحة ستبقى هي المطلب والهدف والأمنية التي يرجوها الجميع من خلال عودة السلطة لاستلام زمام الأمور في قطاع غزة، ولكن إذا وصلنا لطريق مسدود، فلن نتوقف طويلًا أمام جدار يحجب الرؤية امامنا، وسنتحرك في كل الاتجاهات".
وبخصوص إذا ما كان النائب "محمد دحلان" حاضرًا كخيار بديل، قال يوسف: "إن دحلان وتيار فتح الإصلاحي هو مكون وطني علينا التعامل معه، لأن له حضور، وأثبت خلال الفترة الماضية أن بين أيديه بعض الأمور التي يمكن أن تساعد على حل جزء من مشاكل غزة، كتقديم المساعدات للطلاب وفيما يتعلق بالديات والمصالحة المجتمعية"، مضيفًا أنهم قدموا ما يمكن أن يجعلهم خيارًا يمكن التعامل معه.
وختم يوسف قائلًا: "ستبقى علاقاتنا مع مصر قائمة، باعتبار مصر شريان حياة لغزة، كما وسنبقى على علاقة جيدة مع الرئيس "أبو مازن" والنائب "محمد دحلان"، وسيبقى الرهان على الموقف المصري قائمًا باعتبار أن مصر لديها الإمكانيات أن تجمع الجميع بما فيها حماس وفتح ودحلان، وكلهم مكونات وطنية فلسطينية يجب الحفاظ عليها".
يذكر أن اجتماعات الفصائل التي عقدت في القاهرة، جرت تطبيقا للاتفاق الذي تم في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، برعاية مصرية، حيث تخلل البيان الختامي مجموعة من القرارات، وكان من ضمن القرارات التي اتخذت أن مصر ستراقب التنفيذ داخل قطاع غزة من خلال عدد من مسؤوليها، ولكن لم يتخذ فيه أي قرار بشأن رفع العقوبات عن غزة.