عزام الأحمد ... بوضوح لم تكن موفقاً

بقلم: رامز مصطفى

أوردنا في مقالة سابقة العقبات التي تعترض طريق تنفيذ المصالحة ، في تلك المقالة لم نتحدث من خلفية تشاؤمية أو عدم الموافقة والترحيب بالمصالحة التي هي نقيض الانقسام الذي وظفه الاحتلال في صالحه على مدار عقد من الزمن .
اليوم من الواضح أن هناك من يزيد ويراكم المشكلات ، إن لم نقل أنه يخترع تلك المشكلات في وجه تحقيق المصالحة وللأسف يقف الأخ عزام الأحمد الذي اعتلى خشبة المسرح الإعلامي عبر فضائية النجاح في مقدمتهم ، يوزع اتهاماته باتجاه حركة حماس ، متهماً إياها ب" خطف قطاع غزة ، وهو شكل من أشكال الإرهاب الذي تمارسه حماس " .
والأنكى بل الأخطر من ذلك هو اعتراف الأحمد : " أن نتنياهو رئيس حكومة كيان العدو الصهيوني رفض مراراً مطالبة السلطة له حصار حكم حماس " . أليس هذا الاعتراف يمثل بحد ذاته خطيئة وطنية من خلفية أن السلطة تعمد إلى المطالبة وبإلحاح من قاتل شعبنا أن يفرض الحصار على حكومة حماس ، التي نقر أنها أخطأت كثيراً خلال حكمها لقطاع غزة ، وهذا مسلم به من قبل الكثير من الفصائل ، ولكن هذا لا يعني أن تعمد السلطة إلى هكذا سلوكيات فيها شبهة وطنية خطيرة . وهذا يقودنا للقول ، أو ما ستكشفه الأيام على أن السلطة الفلسطينية كانت متواطئة مع الكيان الصهيوني في حصارها العملي والفعلي للقطاع حتى منذ ما قبل الإجراءات الأخيرة التي فرضها رئيس السلطة على قطاع غزة .
في تلك التصريحات التي أدلى بها عزام الأحمد على ذات الفضائية ، لم تسلم حركة الجهاد الإسلامي من اتهاماته ، وإن بشخص الأستاذ خالد البطش , حيث قال الأحمد : " أنه وقبل الذهاب إلى القاهرة ، أقدم خالد البطش على إيقاع بعض الفصائل وعبر الهاتف , بخطأ إصدار بيانات للتحريض وبث الفرقة ، وبأنه قام بالتحريض وتعكير أجواء المصالحة قبل السفر إلى القاهرة " ، متهماً الجهاد الإسلامي : " أنها الوحيدة من دون الفصائل التي وقفت متفردة في عدم اتهام حماس أنها تضع العوائق في طريق تسلم الحكومة " .
إذا كانت حركة الجهاد الإسلامي وشخص الأستاذ خالد البطش متدخلاً إلى هذا المستوى من التحريض وبث الفرقة والتضليل للفصائل حتى تبنت بعضها ما هدف إليه البطش ، وأصدرت بياناتها على هذا الأساس وقبل السفر إلى اقاهرة . لماذا هذا الموضوع على خطورته لم يطرح في لقاءات القاهرة ، أو أقله لماذا لم يطرح ثنائياً بين وفدي الحركتين فتح والجهاد . هذا من جهة ومن جهة ثانية أرى في كلام الأخ عزام الأحمد أن هناك تعمد في توجيه الإهانة للفصائل التي تواصل معها الأستاذ البطش . أم أن اتهام الجهاد الإسلامي يأتي في سياق الحملة التي بدأها السيد رئيس السلطة في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عندما اتهم حركة الجهاد الإسلامي بأنها تنظيم عميل للإيرانيين .
كنا نتمنى ولا زلنا على الأخ عزام الأحمد ألاّ يطلق تصريحاته تلك ، التزاماً بالقرار الذي اتخذه رئيس السلطة السيد محمود عباس ، والمطالب بوقف كافة التصريحات من قبل أي قيادي سواء في السلطة أو في حركة فتح حرصاً على المصالحة التي لا تزال تعاني الكثير من المعوقات التي تعترض طريقها ، والكيان الصهيوني يمثل المعوق الأخطر في مسيرة تلك المصالحة التي تحتاج منا جميعاً أن نحصنها بكثير من المنعة والمناعة وهي تواجه خطر تفجيرها مجدداً .
رامز مصطفى
كاتب وباحث سياسي