لأنهم حفّاظ القرآن الذين أبو إلا أن يعكفوا على حفظ كتاب الله ،لأنه الجيل القادم والمشرف ، ولأنها افتتاحية طيبة لجيل ٍ يهتم بالقرآن قد تكون تلك طفرة بناءة تضفي على مجتمعنا الفلسطيني في غزة أو الضفة زرع روح التنافس أو تعزيز الاهتمام بالقرآن ،كخطوة ايجابية يُحتذى بها من قِبل بقية العشائر أو العائلات ِ الأخرى ، وإن كان هناك من قد يكون سبق بهذا المضمار ، و إنه لمن دواعي سروري ،وابتهاجي أن أكتب هذي المرة ،عن حدث ٍ قد أسعدني كما أسعد الجميع سواء على مستوى أبناء عشيرتي الكرام ،والذين أعتز وأفتخر بهم أو على المستوى المجتمعي خاصة أولئك الذين يهتمون بالشأن القرآني وبتعليمه وحفظه ،وذاك الحدث المبارك هو حفل تخريج فوج من حفظة كتاب الله 85 حافظا وحافظة على مستوى أبناء عشيرتي أبو عمرة بقطاع غزة ،وضمن فعاليات رابطة أبناء عشيرة أبوعمرة ، وذلك ظهر أمس الخميس الموافق 12ربيع الأول 1439، والذي وافق الاحتفال بذكرى مولد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ...فما أجمل من يكون اللقاء الذي يجمعنا ،خاصة عندما نلتف جميعا حول مائدة القرآن العظيم ، وحول كتاب الله عز وجل ، فما أحوجنا في عصرنا الحاضر إلى القرآن تلاوة ،وتدبرا ، وما أحوجنا لأن نحيا بالقرآن ونتعامل به في حياتنا اليومية ،حينها فقط نستطيع أن نصلح أنفسنا ،وعوائلنا وجميع مجتمعاتنا على هديه ، واني هنا أود أن أوجه رسائل قصيرة جدا ، وأولى هذه الرسائل هي للآباء... الذين تم تكريم أبناءهم كحفظة لكتاب ِ الله خاصة ، وللآباء بصفة عامة الذين يهتمون أو يدفعون أبناءهم نحو حفظ القرآن أو دراسته ، فيكفي أنه أي تعلم القرآن من أعظم العلوم الشرعية وأشرفها ...ومن هنا أقول لكم أيها الآباء ... لكم البشرى ،حيث أذكركم بقول نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ((«من قرأ القرآن وعمل به ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا» ، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم، أنه قال – عن صاحب القرآن - : ( وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا ، فَيَقُولَانِ : بِمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا ، فَهُوَ فِي صُعُودٍ ، مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا ) . فهنيئا لكم .. أيها الآباء الكرام بهذه المنزلة الكريمة .
وأما رسالتي التالية ...فهي لأولئك الحفظة ،والذين نعتز ونفتخر بهم طوبى لكم فأما يكفيكم حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ((يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة ، ثم يقول : يا رب زده ، فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب أرض عنه ، فيقال : اقرأ وارقأ ويزاد بكل آية حسنة ))،و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنَّ لله أهلين من الناس» قالوا : يا رسول الله من هم ؟! قال : «هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته» فهنيئا لكم كذلك أيها الحفّاظ ولي وصية أريد أن أنقلها لكم ،وهي ينبغي لكم أن تتفقدوا دائمًا نيَّتكم، هل أنتم ممَّن أراد بتعلُّمه وجه الله تعالى والدار الآخرة ؟ أم أراد بذلك عَرَضًا من أعراض الدنيا من جاهٍ أو ذكر الناس له أوحتى يُقال ؟! فاستحضار النية ضروري في كلِّ عمل يلتمس به العبد القربة إلى الله تعالى، ولا شكَّ أنَّ حفظ القرآن من الأعمال الشريفة،ومن الأعمال العظيمة ، فاستحضار النية الصالحة فيه مما يُعين على حفظه والعمل به هو أمرٌ غاية في الأهمية .
وكلمة أخيرة أوجهها إلى الرابطة ...رابطة أبناء عشيرتي ابوعمرة الكرام ،فأقول لكم بارك الله في جهودكم العظيمة،واهتمامكم بمثل تلك الفعاليات المباركة ،والرائعة ،ولتعلموا أنها البداية ،وليست النهاية، ...هي بداية لثمرة ٍ قد فاح عبيرها من حنايا شجرة الرابطة الموقرة والتي تم تأسيسها، فجعل الله ما قدمتموه من جهد ،ومن عطاء في ميزان حسناتكم ،ولا يسعني في الأخير سوى أن أتقدم بخالص التهاني ، والتبريكات للحفظة ،ولوالديهم ،ويطيب لي أن أتوجه بالشكر الجزيل والعرفان من كل الضيوف الكرام من الشيوخ والمخاتير والوجهاء وجميع من شارك في إنجاح الحفل المبارك ، وسلامٌ على المرسلينَ والحمدُ لله ربِ العالمين.
بقلم /حامد أبوعمرة