اختلفنا مع الرئيس عباس في سياساته تجاه القضية والمفاوضات، اختلفنا معه حول غزة والعقوبات، لكن هذا لا يعني سماحنا لزعيم او ملك او حاكم عربي ان يتطاول على عباس ويهدده بقبول أبو ديس عاصمة لفلسطين وإلا ان يستقيل!!
لا يمكن لأي فلسطيني السماح بهذا التطاول وهذا التدخل السافر والضغط على القيادة الفلسطينية إن صحت الاخبار لان يتنازل أي قائد عن القدس والاقصى لتكون عاصمة للمحتل وتنتهي قضيتنا برمتها، فلن نقول ان القدس هي خط احمر بل هي عنوان بقاء الشعب الفلسطيني واي مساس بها هو مساس بالعقيدة، مساس بالأمة الإسلامية قاطبة، بل المساس بها يعني نهاية الكون بأسره!!
ان الدعوة للجماهير الفلسطينية بالخروج لتعبر عن غضبها تجاه نوايا الرئيس الأمريكي ترامب هي المصالحة الحقيقية بين قيادات الشعب الفلسطيني على اختلاف الوانها.
خروج جماهير غزة والضفة والكل الفلسطيني ليعلن رفضه المطلق لنوايا الإدارة الامريكية تجاه القدس هو عنوان للمرحلة القادمة، وهو صمام الأمان لتجاوز الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية وهو الإشارة الأقوى لكل من تسول لهم أنفسهم بان قضيتنا باتت قاب قوسين او أدني من نهايتها حسب الرغبة للاحتلال ومن خلفه من قوى الظلام سواء كانت غربية او عربية!!
ان القدس هي عاصمة لفلسطين مهما طال زمن الاحتلال ومهما حاول لتهويدها والمساس بقدسيتها فلن يفلح في قلعها من صدور وعقول ليس فقط الفلسطينيين بل كذلك كل العرب والمسلمين الذين تعيش القدس فيهم، الذين يؤمنوا بقدسيتها وبإسلاميتها بعيدا عن حفنة المرجفين الذين باعوا عقيدتهم لأجل سلطان وحاكم، فهؤلاء مندثرون لا محال وسيبقى التاريخ يذكرهم بأبشع صفاتهم وضعف ايمانهم وتخاذلهم امام المال والجاه الذي باعوا أنفسهم مقابله!!
اليوم القدس هي بوصلة توجه القائد الفلسطيني كما توجه المواطن بل هي اليوم الجامعة للكل الفلسطيني الذي طال غيابه بفعل الانقسام البغيض.
القدس اليوم هي الوسيط الذي يجب ان يجمع كافة الفرقاء من قيادات الشعب الفلسطيني ليزول كل خلاف ولا يظهر بالأفق سوى ما يجمعنا لنبقى للقدس حماة وجنود.
القدس هي التي يجب ان تجمعنا ولا يفرقنا من شيء سوى ضياعها وتهويدها وتغول المحتل فيها وعليها.
اليوم مصالحة مقدسية مقدسة لا يسمح لأي فريق ان يضع فيها عراقيل ومعطلات، اليوم مصالحة وطنية شاملة يجب ان تكون وتسمى مصالحة القدس، مصالحة تنادي قادتها وجنودها ليكونوا صفا واحدا كالبنيان المرصوص في وجه كل عدو يسعى لنزع القدس من قلوبنا.
القدس ليست مزروعة بالقلوب فحسب بل هي القلب ويوم ينتزع القلب منا نموت، نموت ولا يبقى منا سوى أجساد بلا قلب وبلا روح، ليفهم كل العالم ليفهم الملوك والحكام ليفهم دونالد ترامب وغيره بان القدس لا مساس لها وستبقى عاصمة فلسطين بل عاصمة الإسلام أينما كان.
الكل الفلسطيني اليوم يجب ان يلتف حول قيادته ودعمها بقضية القدس, فلا تفريط ولا تسليم ودعونا من أصحاب أصوات النشاز فهي زائلة كما زوال الليل مع اشراقة شمس النهار.
بقلم/ محمد الافرنجي