عندما صرح أردوغان اليوم قائلا: "داعشي الرقة تم إرسالهم لمصر"، قبل أن يشير لاستخدام الولايات المتحدة لهولاء الارهابيين، وكيف تهدد امريكا أمن تركيا وايران وروسيا.
لم يكن يهدد مصر كما صورت المواقع المصرية، ولم يكن يبالغ أو يكذب، فهذه حقيقة يعلمها الجميع، فمنذ بداية العام الجاري ويتم نقل الدواعش الينا، بل أن الاعلام السوري ناقش تلك الامور بالتفاصيل وكشف مدى تورط اسرائيل فى ذلك الامر مع باقي الدول راعية الارهاب.
أذا ماذا كان يريد أردوغان من ذلك التصريح الذى ملء الاعلام الدولي ضجيج بحكم خطورته وتلميحاته؟
بكل وضوح كان يريد أيصال نفس الرسالة التى أرسلها خالد العطية وزير الدفاع القطري عندما صرح قائلا: "أطراف خارجية تعرقل محاولات تحسين علاقتنا مع مصر".
فهي رسالة مفادها استغلال الفجوة التى بين القاهرة والرياض، والتى انكشفت للعلن بعد أزمة الحريري ومن قبلها المصالحة الفلسطينية ودور السعودي السلبي والكارثي الذى لعبه بالملفين، ثم مذبحة مسجد الروضة التى ستوضح الكثير من شكل البوصلة المصرية المستقبلية بعد أن جائت تلك الفاجعة مختلفة فى كل شئ وليس فى المكان المستهدف وعدد الضحايا فقط.
ولا تنسوا أنه كما تغير موقف تركيا تجاه سوريا بعد هبوط المقاتلات الروسية بمطارات اللاذقية، سيتغير ايضا موقفها فى ليبيا بعد أستقبال المطارات المصرية للمقاتلات الروسية، فتلك الخطوة الروسية الهامة لم تأتى من بوتين الإ بعد أن ملأت عينه لما سيدور على يمين مصر بالخليج وما سيحدث على يسارها بليبيا، ومدى حيوية دور لأعب الأرتكاز بالمنطقة، وأعتقد أن زيارة فايز السراج لواشنطن أكدت ذلك، ولذلك لم يتردد وزير الدفاع الامريكي جيميس ماتيس (أحد الحكام الفعليين للولايات المتحدة) بالقدوم الى القاهرة بعد 48 ساعة من توقيع الاتفاق بين وزيري دفاع مصر وروسيا لمعرفة ما يدور، تاركا ترامب بين تويتر وما تحضره الايام ومايكل فلين له.
فأذا كان أنقلاب تموز2016 غير من بوصلة اردوغان تجاه دمشق حتى خاطب ودها، فما بالكم بما يراه اردوغان مستقبلا للاقليم جعل بوصلته تتغير نحو مصر ويكون أشد الناس حزنا وتأثرا لاستشهاد أبناء سيناء بمسجد الروضة ويخاطب ود القاهرة.
بقلم/ فادى عيد