ما من شك أن مصرع أو مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله الصالح على يد الحوثيين ، بعد قراره الأخير فك الارتباط وانهاء العلاقة معهم ، بغية فتح صفحة جديدة مع التحالف العربي الذي تتزعمه وتقوده السعودية ، سيكون له تداعيات سياسية وداخلية بالغة في اليمن .
لقد دعا صالح قبل أيام من مقتله في كلمة متلفزة الى " فتح صفحة جديدة " ، طالباً من قوات التحالف وقف الهجمات ورفع الحصار عن شمال اليمن ، ما أدى الى تسارع الأحداث وتصاعد حدة الاشتباكات بين مليشيات الحوثيين وأنصار عبدالله الصالح ، في العاصمة اليمنية ، صنعاء . ومن الواضح تماماً أن تصريحات صالح هي التي أدت الى خطفه ومقتله .
تشير الدلائل والمؤشرات كافة الى أن حزب المؤتمر الشعبي الذي كان يرأسه ويقوده علي عبد الله الصالح ، سينقسم الى قسمين ما بين مؤيد للحوثيين ومستقطب لآل سعود ، في حين أن بقية أطراف الحراك الجنوبي قد تلجأ الى بناء تحالفات جديدة وكيانات سياسية أكثر ابتعاداً عن القطب السعودي ، الأمر الذي سيؤدي الى زيادة نفوذ جماعة الاخوان المسلمين في السعودية التي تنضوي تحت " حزب الاصلاح " الذي برز بشكل جلي وواضح انحيازه بشكل تام لايران وتأييده للحوثيين .
وهنالك عشائر وقبائل يمنية كبيرة ستتلمس طريقها باتجاه أحد طرفي الصراع ، اما للحوثيين أو للسعوديين .
ويبدو للعيان أن معظم المحافظات اليمنية لم تهب ولم تنتفض ضد الحوثيين ، وذلك لأسباب متعددة ومختلفة منها السلاح والمال المتوفر بيد الحوثيين ، فضلاً عن انفراط عقد الجيش اليمني بفعل الضربات الكبيرة والقاسية التي تلقاها نتيجة ولاء قوات الحرس الجمهوري لعلي الصالح .
وأحد السيناريوهات المحتملة والمتوقعة في اليمن هو أن مقتل صالح سيقود ويدفع اليمنيين الى الوحدة في مواجهة الحوثيين والانتصار عليهم .
وثمة سيناريو آخر هو البدء بحوار سياسي شامل بين القبائل والعشائر اليمنية والحوثيين وأنصار علي عبد الله الصالح ، أو تدخل دولي لتوجيه ضربة عسكرية حتى لا تسقط اليمن رهينة بيد ايران .
ولكن من يقرأ الخريطة السياسية ويمعن النظر
في الأحداث والتطورات العاصفة المتلاحقة والمتسارعة في اليمن لا بد أن يصل الى استنتاج أن المخرج والحل للأزمة اليمنية لن يتأتى ولا يمر دون أزيز الرصاص ، ولذلك فمن المتوقع أن تهب وتنتفض القبائل والمحافظات اليمنية لمواجهة الحوثيين والتصدي لهم ومحاربتهم ، خصوصاً أن عملية مقتل علي عبد الله الصالح هي جريمة في العرف العشائري القبلي اليمني ، ولذلك يجب الثأر لها .
بقلم/ شاكر فريد حسن