القدس لن تعود بالدعاء والدعوات فماذا أتم فاعلون ؟!!

بقلم: عبد القادر فارس

في أول قرار لرئيس أميركي منذ انشاء دولة اسرائيل قبل سبعين عاما , أعلن الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي , والاعلان عن بدء اجراءات نقل السفارة الاميركية للقدس , وبذلك يكون الرئيس ترامب قد نفذ أقوال وأوامر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو , أن القدس ستبقى عاصمة موحدة للدولة اليهودية , ولن تكون أبدا لشعب آخر غير الشعب اليهودي.
والسؤال المطروح اليوم على ساستنا وقادتنا في العالمين العربي والاسلامي , ما هو ردكم على هذه الغطرسة والصلف الاميركي ؟! هل سنكتفي ببيانات الشجب والاستنكار والإدانة والدعوات إلى المسيرات والتظاهرات , فيما يكتفي مشايخنا والحاكمون في الأرض بأمر الله , بالدعاء إلى الله بتحرير القدس من رجس الاحتلال , والدعاء على أميركا واسرائيل " ان يحصيهم عددا ويبددهم بددا ولا يبقي ولا يذر منهم أحدا " , أو الدعاء والدعوة بعودة صلاح الدين قائد المجاهدين والمحررين , القادم على فرسه إلى فلسطين , وكأننا بالدعوات للمظاهرات والصراخ في الميكروفات , التي تعتلي مآذن المساجد أو المحمولة على السيارات , أو بالدعاء على الأعداء , أو اجترار الماضي من البطولات سنحرر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصى المبارك , والقدس الشريف وفلسطين , أو نكاد نقترب من التحرير.
على صعيدنا الفلسطيني . كيف للأقصى أن يُحمى من التدنيس, وكيف للقدس أن تحرر من الاحتلال التعيس , ونحن على أنفسنا منقسمون , وصراعنا أصبح بيننا حول التمكين , ورواتب الموظفين ,
اليوم القدس تضيع , والارض تستوطن وتضيع , وفلسطين كلها تضيع , والعرب والمسلمون يرفعون الشعارات , بأن القدس قلب الأمة العربية والاسلامية , وبدونها لا حل ولا سلام للقضية , بينما العرب والمسلمون لاهون في خلافات وفتن داخلية , ونسمعهم على استحياء إنه بدون القدس لا حل ولا سلام , وينتهي إلى هنا الكلام !!
فكيف لنا أن نتصدى لأميركا واسرائيل , وكيف للقدس أن تعود عربية اسلامية , ونحن على هذه الحال , من الانشقاق والانقسام والانحلال , " فالعودة يلزمها مدفع .. والمدفع يلزمه إصبع .. والإصبع منغمس لاهٍ في (ط.. ز) الشعب له مرتع "" ... وللأسف أن مدافع العرب توجه ضد بعضنا البعض , أو أنها صدأت في مخازن الأنظمة العربية والإسلامية .. وما يقارب 400 مليون عربي , وأكثر من مليار مسلم بعيدون كل البعد عن فلسطين , لا يقدرون على دعم الأقصى والقدس وفلسطين , إلا بالإدانات وبيانات الشجب والاستنكارات , وبرفع الشعارات وتسيير المظاهرات , والاكتفاء بالدعاء والدعوات .. فقسما بالله لن تنفع مسيراتكم وتظاهراتكم , ولن تجدي دعواتكم .. ولن يستجيب الله دعاءكم.
د. عبد القادر فارس