ترامب ينزع القناع

بقلم: أشرف صالح

عندما قرر ترامب في خطابه أن القدس عاصمة إسرائيل . لم يكن يعلم أنه ينزع القناع عن وجه الولايات المتحدة الأمريكية . ليعلم أغبياء السياسة من العرب اللذين لم يستطيعوا رؤية الشمس من خلف الغربال . ليعلموا جيدا أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتخلى عن إسرائيل . فقرار ترامب لم يغير من الواقع شيئا . طالما مدينة القدس تحت الإحتلال . فإن الولايات المتحدة  قالت منذ سبعين عاما أن القدس عاصمة إسرائيل . ولكن القناع المزيف لها كان يظهرها كراعية للسلام في الوطن العربي . وتأخير قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في السنوات الماضية . ما هو إلا أداة من أدوات الخداع . على إعتبار أن وجود السفارة في تل أبيب لا ينفي وجود اليهود في مدينة القدس . فالغريب في الأمر أننا كعرب ومسلمين نتعامل مع قضية نقل السفارة إلى القدس وكأننا لم نعلم مدى العلاقة بين إسرائل والولايات المتحدة . الم تكفينا سبعين عاما لمعرفة ولاء الولايات المتحدة لإسرائيل . ألم نشاهد طوال هذا الوقت الدعم المتواصل لإسرائيل سياسيا وعسكريا وإقتصاديا ...إلخ . شيئ جميل أن نرى ردود الفعل الغاضبة على مستوى القيادات والشعوب العربية نتيجة هذا القرار الغاصب . ولكن الأجمل أن نتعامل مع القرار من زاوية أنه قدم لنا خدمة . لأن هذا القرار نزع لنا القناع عن وجه الولايات المتحدة . الذي خدعنا لسنوات طويلة . وقدم لنا الولايات المتحدة كراعية للسلام في المنطقة . وخاصة للقضية الفلسطينية .

الآن وبعد هذا القرار سوف تتغير المنظومة السياسية في الوطن العربي . حيث سنتعامل كعرب وفلسطينيين بالتحديد مع الوجه الحقيقي للولايات المتحدة . وعندما جاء ترامب بغباءه ونزع القناع عن وجهه الحقيقي . تحول المسار الوطني والقرار الفلسطيني بشكل تلقائي إلى طريق الصواب . حيث توحدت القوى الوطنية والفصائل الفلسطينية متخذة قرار بالهبة الجماهيرية لنصرة القدس . وأيضا سيكون هذا القرار داعما للمصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني .

إن قرار ترامب بالنسبة لنا كفلسطينيين لن يغير في واقعنا شيئ . فمدينة القدس تحت الإحتلال . بل بالعكس قرار ترامب سيدعم الموقف الفلسطيني في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي . كون فلسطين معترف بها كدولة رسمية في المحافل الدولية والقانون الدولي . فقرار ترامب هو الضربة التي لا تميت بل تقوي وتولد الطاقة من جديد .

الأيام القادمة ستشهد حراكا دوليا ومحليا على جميع المستويات . وبالطبع هذا الحراك سيجعل من القضية الفلسطينية حاضرة في أذهان الجميع . وسيولد الطاقة لدى جميع الأطراف لنصرة مدينة القدس .

لا يكفي أن تتمثل نصرة القدس بمسيرات حاشدة هنا وهناك . وشجب وإستنكار . بل يجب أن يكون هناك ردات فعل صارمة على أرض الواقع وعلى جميع المستويات .

وأول صفعة ستكون على وجه ترامب بعد نزعه للقناع . هي المصالحة الحقيقية . وتوحيد غزة مع الضفة الغربية . وتوحيد القرار الفلسطيني .

 الكاتب الصحفي : أشرف صالح