أدب الحصار هو الأدب المقاوم والمقاتل والاحتجاجي الذي أنتجته وأبدعته الأقلام والقرائح الأدبية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال العدوان والحصار والطوق ألاحتلالي ، الذي لا يهدف إلى تجويع وإذلال الشعب الفلسطيني فحسب وإنما يهدف إلى محاصرة العقل واغتيال الإبداع والتراث الفلسطيني.
ويمثل هذا الأدب تجربة متطورة من التجارب الفنية الطليعية والنضالية الثورية ويتميز بالتصاقه بالواقع والبيئة الشعبية الفلسطينية ، وبجماليته المستمدة من الجذور الحضارية الفلسطينية وقنواتها المعاصرة ، وبأبعاده الإنسانية التي أغنت مضامينه وأشكاله التعبيرية ، وهما الأرض والإنسان، ويحكي عنهما، ويصور ظلم الاحتلال وعسفه ويبرز معاناة الأهل في المخيم ويلامس الجرح والألم والوجع والبؤس اليومي والقهر المر ويجسد المقاومة الجماهيرية الباسلة والتمسك بالحلم.
وأدب الحصار هو صرخة احتجاج ضد الطغاة وظلمهم، ويدافع عن حق الإنسان الفلسطيني في الوجود والحياة والحرية والتقدم، وتنغمس فيه عمق الآلام والجراح وعنف المأساة والاضطهاد. كما يتجلى في هذا الأدب الصدق التعبيري العفوي والأصالة الفنية والتجربة الواقعية وتنوع الأغراض والموضوعات والأساليب والتوجه الطبقي المنحاز لأبناء الأزقة والشوارع والأرصفة والمخيمات وللفقراء والمعذبين.
إن أدب الحصار هو ادب الصمود والرفض ، وهو أدب وطني ملتزم وملتحم التحاماً كاملاً بحركة الجماهير وصيرورتها نحو الخلاص الوطني والاجتماعي ويمتاز بنظرته الشمولية ألرؤيوية للقضية الوطنية ، التي تتخذ البعد الاجتماعي ـ الطبقي مضموناً له، وهو رافد هام من روافد النضال الكفاحي والثوري والحضاري الفلسطيني ضد الاحتلال وفي سبيل الحرية والاستقلال.
بقلم/ شاكر فريد حسن