القدس لن تضيع وإسرائيل إلى زوال ...!

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

مساء السادس من ديسمبر الجاري فجر الرئيس ترامب قنبلته الموقوتة، ليغطي على فشله وفضائحه وعلى قضايا التحقيقات التي تلاحقه منذ إعلان فوزه في الإنتخابات، معلنا هو ونائبه التلمودي مايك بنس أن القدس عاصمة (لإسرائيل) وأنه قرر نقل سفارة بلاده إليها ليؤكد هذا الإعتراف الشائن في حقه وفي حق الدبلوماسية الأمريكية، التي ضحكت على العالم وعلينا أنها ترعى جهود السلام في الشرق الأوسط، ماذا يستفاد من هذا الإعلان الأخرق، وما هي النتائج التي ستترتب عليه من وجهة نظري الشخصية، ومن خلال إستقرائي لواقع الكيان الصهيوني ورُعبه الدائم رغم ما يتوفر عليه من ترسانة عسكرية ودعم غربي وأمريكي على الخصوص يتمثل فيما يلي:

أولا- لا ينشيء حقاً ولا يلغي حقاً.

ثانيا - فشل الولايات المتحدة في رعاية جهود السلام في الشرق الأوسط عامة.

ثالثا - إنسحاب أمريكا من جميع الجهود الهادفة إلى إقرار تسوية للصراع العربي الإسرائيلي.

رابعا - أن أمريكا طرف مباشر في الصراع إلى جانب الكيان الصهيوني.

خامسا - (أمريكا والكيان الصهيوني) يقفان في وجه المجتمع الدولي والقانون والشرعية الدولية منفردتين.

سادسا - عزلة أمريكا والكيان الصهيوني ستزداد.

سابعا - تخلي الولايات المتحدة عن منطقة الشرق الأوسط وإخلائها لصالح قوى إقليمية ودولية لتملأ الفراغ في المنطقة.

ثامنا - ضعف أمريكا أمام هيمنة اللوبيات اليهودية الصهيونية المتحكمة في السياسات الأمريكية الشرق أوسطية.

تاسعا - سخافة وهزالة مؤسسة الرئاسة الأمريكية بصورة غير مسبوقة.

عاشرا - إنكشاف وسقوط رؤية الرئيس ترامب (صفقة العصر) قبل أن يتم الإعلان عنها رسمياً وتحولت إلى صفعة للدبلوماسية الأمريكية.

أحد عشر - غباء مزدوج (أمريكي صهيوني) في فهم طبيعة الصراع، وقذفه إلى أتون صراع ديني يمهد لمحارق جديدة (لأغبياء اليهود) الذين غررت بهم الصهيونية وجلبتهم ليستوطنوا فلسطين.

ثاني عشر - لن تكون القدس عاصمة (للكيان الصهيوني) الآيل للزوال رغم كل صور القوة العسكرية والإقتصادية، لأنه لم يستطع أن يلتقط اللحظة المناسبة لإتاحة الفرصة لتحقيق تسوية واقعية وفق ميزان القوى والنظام الدولي المسيطر والشرعية الدولية المطعون في عدالتها أصلاً.

ثالث عشر - ثبات الهوية الحقيقية والتاريخية والثقافية والعقائدية للشعب العربي الفلسطيني (مسلميه ومسيحييه) وبالتالي ثبات وصمود هذه الهوية لإقليم فلسطين من النهر إلى البحر.

رابع عشر - القوة الإستعمارية الباغية أمريكا والكيان الصهيوني ترفضا أنصاف الحلول.

خامس عشر - المشروع الصهيوني بات في حالة إنكسار، وما هذا التشدد ورفض الحلول الوسط إلا تعبير عن حالة ضعف كامنة في تكوينه رغم الترسانة العسكرية والدعم الغربي الأمريكي المطلق له.

سادس عشر - القضية الفلسطينية (وفي مقدمتها موضوع القدس) لا زالت وستبقى قضية كل العرب والمسلمين على المستوى الشعبي والرسمي على السواء.

سابع عشر - لم ولن يخلق الزعيم الفلسطيني أو العربي الذي يمكن له أن يتنازل عن مدينة القدس وعن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين حق العودة وتقرير المصير.

ثامن عشر - يعتبر إعلان فشل لجميع الإتفاقات الثنائية الموقعة ما بين بعض الدول العربية (مصر، الأردن، وفلسطين) وبالتالي سقوط الخيار السلمي في حل الصراع.

تاسع عشر - (الكيان الصهيوني) أكد على بقاءه كياناً غريباً عن المنطقة العربية والشرق أوسطية، غير قابل للإندماج.

عشرون - سقوط أضحوكة التطبيع والتطبيل للعلاقات العربية الإسرائيلية بإتفاق أو بدون إتفاق.

بناء على ما سلف فإن فلسطين كانت وستبقى عربية الهوية عصية على الطمس والضياع والزوال وعاصمتها هي القدس مهوى أفئدة جميع العرب مسلمين ومسيحيين، وأن كيان الإستيطان الصهيوني آيل لا محالة إلى الزوال، وأن ما يظهره من تشدد وصلف يشكل أكبر دليل على عدم قدرته على الإندماج والإستمرار طويلاً في المنطقة، وأن أجله قد أزف، رغم ما هو عليه العالم العربي من ظروف إستثنائية صعبة للغاية، إلا أن المستقبل يؤكد على تلك الحقيقة التي لا تحتمل التزوير وهي زوال الكيان الصهيوني، وإستعادة فلسطين وعاصمتها القدس حرة عربية، ويعود الفضل في كل ذلك أولاً لصمود وثبات الشعب الفلسطيني في وطنه وفي الشتات والتمسك الدائم بحقوقه الوطنية المشروعة، وثانياً دعم أشقاءه العرب رغم كل الظروف الصعبة، ودعم الأصدقاء على مستوى العالم، ورفض القوى الحية في العالم لإستمرار الإحتلال من جهة ورفضه لكل أشكال التمييز العنصري على وجه الأرض.

(فرُّب ضارة نافعة) شكراً لك يا مستر ترامب في كشف حقيقة الصراع وما سيؤل إليه، فالقدس لن تضيع وإسرائيل إلى زوال، وفلسطين عائدة لا محالة.

بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس